شرح ألفية ابن مالك مدعمة بأمثلة من القرآن الكريم

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا
أمابعد
قال الناظم ـ رحمه الله ـ :ـ
الكلام وما يتألف منه
( كلامنا لفظ مفيد كاستقم ... واسم وفعل ثم حرف الكلم )
( واحده كلمة والقول عم ... وكلمة بها كلام قد يؤم )
الشرح
(كلامنا ) : اضاف الكلام الى النحويين للتنبيه على أن الكلام الذي أقصده هو ما كان عند النحويين
والكلام عند النحاة كماعرّفه (لفظ ) فخرجت الإشارة والكتابه فلا يسمى كلاما عند النحاة بخلاف اللغويين
(مفيد) أي يحسن سكوت المتكلم به ثم مثل بقوله (كاستقم ) فهذه الجملة تعريف الكلام فهو مشتمل على بعض الحروف الهجائية ومفيد ومركب ولم يذكر "مركب " لأنه داخل تحت قوله مفيد فإذا كان مفيدا يستلزم أن يكون مركبا
ثم ذكرالناظم تقسيم الكلام إلى (اسم) وهو ما دل على معنى في ذاته ولم يقترن بزمن والـ(فعل) مادلَّ على معنى في ذاته واقترن بزمن الماضي والحاضر والمستقبل وهو ثلاث أنواع الماضي والمضارع والأمر والفعل الماضي هو مادلَّ على حدث في زمن مضى مثل "سجد" والمضارع مادلَّ على حدث في زمن الحاضر أو الاستقبال مثل يكتب والأمر :مادل على حدث في زمن الاستقبال
ثم ذكر الناظم (واحده) اي مفرده كَلمة وهي لفظ مفرد دلت على معنى و(القول) أشمل واعم من الكلام فيدخل في ذالك الكلم والكلمة فتعبر على الكلام بالقول وعلى الكلمة بالقول وعلى الكلم بالقول
و(الكلمة) قد (يؤم) أي يقصد بها الكلام فتقول كلمة التوحيد لا إله إلا الله كماهو مستعمل في كثير من الآيات القرآنية وحسبنا بقوله تعالى "قال كلاَّ إنها كلمة هو قائلها " وذكر شيخ الإسلام أن لفظ
الكلمة التي يقصد بها لفظ مفرد مصطلح حادث يخالف نص القرآن وقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم "إن أصدق كلمة قالها الشاعر لبيد "ألا كل شئ ما خلا الله باطل "