الإرتباط بشخصية احد والديها صاحب سوابق

حياتنا ،حتى وإن كنا نحن من نخطط لها ،ونرسم المسار الذي نختاره مسلكا لنا

إلا أننا لا ندري ما يخفيه المستقبل من مفاجآت إيجابية كانت او سلبية ،

والسقوط في بعض الاحيان ،يخلط لنا الاوراق ،والبرامج المسطرة ،

فلا نستطيع إعادة بناء تفكيرنا من جديد ،او ربما

المجتمع يوفر كل إمكانياته من اجل ان نعيش في قوقعة الفشل ،

كما يفعله مع المطلقة والارملة ،والتى ينظر اليها أنها عار عليه ،وبالتالي حظوظها ضئيلة في الزواج مرة ثانية.

هناك من الوالدين من يصدر ضد احدهما احكام قضائية نافذة او غير نافذة ،بالسجن او دفع غرامة مالية ،

مما يضعه في خانة المسبوقين لدى القضاء .

وكما هو معروف فإن غالبيتنا يستهدف الاخلاق في إختيار شريك حياته ،

والامر يتعدى حتى محيط اسرة هذا الشريك

وإن تمكنت تحرياته من ضبط شائبة في هذه العائلة ،ربما يعود ادراجه ويبحث عن هدف جديد ......

الاخلاق مطلوبة فعلا في هذا الجانب ،لكن لا يعني ان نحمل ذلك الطرف المختار للزواج

مسؤولية لم يقترفها ،كانت تخص احد والديه ،ونصنفه في قائمة الغير متخلقين نسبة لاهله ،

ونحرمه من نعمة الزواج .

فحتى لو كان هناك تهمة ثابتة ،وتم إصدار الحكم على احد افرادها (احد الوالدين)

فباب التوبة مفتوح امام الجميع ،والإستقامة ممكن ان ينتهجها بعد درس العقوبة المسلطة عليها

ضف الى ذلك ان هناك الكثير من الابرياء ،

من صدر في حقهم احكام بدون وجه حق ،

فهل يتم إقصاء ابنائهم من حقهم الشرعي ؟

لأنني أرى ان المسألة فيها كثير من الحالات فلا بد من التمييز بينها

فلا احد منا معصوم من الخطأ ، فالذي لم يفعل كثيرا فعل قليلا ، والتوبة الى الله تجب ما قبلها

ومن منا يستطيع ان يضمن لنفسه مستقبلا خاليا من التغيرات فالانسان مهما يكن نقيا ورعا

قد يتورط فقط في التعبير عن رأيه أو يكون معارضا صلبا فيلقون به في السجن

وكم من رجال فضلاء ونساء فضيلات أودعو في الزنازن ظلما وعدوانا

كما هو مشاهد في بعض البلدان التي تغلي بالكراهية وظلم الأبرياء ..

واعتقد ان الا نتساب الى هولاء هو شرف ورفعة بدلا من ان يكون وسمة عار

وقد يتورط احدنا في حادث سير فيودع السجن ، أو في الدفاع عن نفسه

وبيته وعرضه فيودع السجن ، فما ذنب ابنائهم أن يحرموا من اختياراتهم وممتارسة حياتهم

وحتى المجرمون إن هم تابوا وأصلحوا فلا اعتراض عندي من الارتباط بأبناهم وبناتهم

والانسان بعد التوبة الى ربه يكون شخصا آخر برحمة الله وفضله

الشائع عند معظم الناس انهم يتخوفون من الارتباط بابناء وبنات من لديهم سوابق

من المهربين والمخربين والمجرمين وأنا أوافقهم على هذا التخوف ، لأن الانسان مأمور أن يختار لنطفه

فالأبناء يكونون على سكة آبائهم ، ومع ذلك يمكن أن نجد ابناء صالحين طيبين يرفضون السير على نهج آبائهم

فلا يجب حرمانهم لمجرد انهم أبناء فلان أو فلانة ، فلا تزر وازرة وزر أخري

وهذا إن حصل فسيؤثر على الزوجة أو الزوج بسبب انتماء احدهما الى اب مجرم أو أم ذات سوابق

ففي حالة الغضب يذكر احدهما بالآخر بماض غير مشرف ..أو يعيرون ابناءهم في المدرس وابناء الجيران

بأن أجدادهم كانو من المحبوسين الجناة ، والمجتمتع لا يرحم

وسيتسبب هذا في تعاسة دائمة لأحفاد لا ذنب لهم في كل ما حصل ويحصل

ولا حول ولا قوة الا بالله

موضوع رائع جدا 
ننتظر جديدك حبيبي