علي السبتي.. الشاعر والإنسان
أقام الملتقى الثقافي، الذي يديره الأديب طالب الرفاعي، أمسية تكريمية للشاعر الكبير على السبتي، حيث أجمع مبدعو الكويت على أن السبتي قامة شعرية وإنسانية كبيرة، مؤكدين ان السبتي ظل دائما مدافعا عن المهمشين والكادحين بشعره ومقالاته في الصحافة،
مدير الملتقى طالب الرفاعي أكد في بداية الاحتفالية أن الشاعر السبتي كان من المفروض أن يكون حاضرا، ولكنه تلقى منه مكالمة في اللحظات الأخيرة اعتذر فيها عن الحضور بسبب وضعه الصحي، وأرسل بدلا منه حفيده عمر، الذي تسلم دروع تكريم الملتقى للسبتي.
شاعر الكادحين
قال د. خليفة الوقيان إن عالم السبتي متعدد الأرجاء، ويمكن الدخول إليه من زوايا متعددة، وأكد أن السبتي يمثل مرحلة مهمة من تاريخ الكويت خلال فترة التحولات الاجتماعية الكبرى والمد القومي، وأشار الوقيان إلى أن السبتي ينتمي إلى طبقة الكادحين من أبناء البحر، الذين كان لهم الفضل الاول في بناء الكويت، وكان خير ممثل لهذه الطبقة.
وعن كتاباته في الصحافة، اعتبر الوقيان أن زاوية «ديوانية»، التي كتبها السبتي في أكثر من صحيفة كانت تنم عن وعي اجتماعي واضح، وكان السبتي من خلالها يتبنى قضايا المهمشين، وظل وفيا لهذه الشريحة حتى أقعده المرض.
مؤسس الحداثة
من جهته، اعتبر الكاتب المسرحي عبدالعزيز السريع أن السبتي قامة أدبية كبيرة تستحق التكريم والاحتفاء، وقال إن السبتي كان مساندا لشباب المبدعين، وكان يتمتع بنخوة لمساعدة الآخر في الخفاء.
اما د. سليمان الشطي فقد أكد أن السبتي هو مؤسس الحداثة في الشعر الكويتي، وأنه في حداثته كان أصيلا إلى أقصى حدود الأصالة، وقال إذا أحصينا الشعراء في الكويت فسيكون السبتي في مقدمتهم.
وتحدث الشطي عن مواقف السبتي الوطنية، مشيرا إلى أنه كان أحد المشاركين في ما قاله جاسم القطامي عام 1959، عندما دعا إلى الدولة الحديثة، كما أنه عندما تم حل مجلس الأمة عام 1976 طلب منه الدخول إلى المجلس الجديد فرفض.
ساند حقوق المرأة
الأديبة ليلى العثمان أشارت إلى افتقاد أعضاء رابطة الأدباء للشاعر الكبير السبتي لطيبة قلبه وظرف حديثه، واكدت أن السبتي كان أحد المساندين لحقوق المرأة الكويتية، وطالبت العثمان الرابطة بجمع تراث السبتي الصحفي في كتاب.
مقالاته ثائرة
من جهته، قال الأديب عبدالله خلف ان السبتي هو أحد المؤسسين لرابطة الأدباء، وانه احتضن الكثير من الشباب المبدعين، ووصف خلف مقالات السبتي بأنها كانت ثائرة، لدرجة أنها تسببت في إغلاق جريدة الشعب، التي كان يكتب بها في بداياته.
وأكد أمين عام رابطة الأدباء الكويتيين، طلال الرميضي، أن الشاعر الكبير كان يرفض الحديث عن نفسه كثيرا، ولذا رفض أكثر من مرة الحديث في أمسية «ذكريات أديب» التي تقيمها الرابطة، كما أكد أن الرابطة التي كرمت السبتي من قبل ستأخذ باقتراح العثمان وتجمع مقالاته الصحفية في كتاب تمنى أن يرى النور في نهاية العام.
السبتي والسياب
الكاتب محمد جواد أوضح أن قصيدة السبتي متجددة ومواكبة للعصر، وتحدث عن علاقته بالشاعر العراقي الراحل بدر شاكر السياب، حيث أكد ان السبتي بعد ان علم بمرض السياب وعلاجه بلندن، طالب في مقال له وزير الصحة الكويتي بعلاجه في الكويت، وهو ما حدث بالفعل، حيث مات السياب في المستشفى الأميري وعاد به السبتي إلى البصرة لدفنه.
اما الشاعر علي الفيلكاوي، فقال إن السبتي يمثل صورة مشرقة لجيل الرواد، الذي تعلم جيله منه الأخلاق والشعر، بينما اشاد الكاتب عبدالمحسن المظفر بمبادرة الرفاعي بتكريم السبتي وهو على قيد الحياة، بما يمثله من قدوة للأجيال الشابة.
وأشارت الشاعرة مريم فضل إلى ان السبتي كان يحضر منتدى المبدعين الجديد برابطة الأدباء، ويقدم النصائح لهم، ولم يوجه نقدا لشاب أمام زملائه، وأشارت فضل الى انها تدين بالفضل للسبتي، الذي اكتشف موهبتها الشعرية، وطالبها بالتوقف عن كتابة النثر والاستمرار في الكتابة الشعرية.
شاعر متمرد
أستاذ النقد المسرحي، د. علي العنزي، رأى ان أهم ما يميز شعر السبتي هو التمرد، لكنه تعجب من قدرة السبتي الفريدة على الجمع بين التمرد وطيبة القلب، واصفا إياه بالمثقف الشجاع صاحب القلب النبيل.
وحكى فوزي التميمي انه تعرف على السبتي من خلال لقاء إذاعي كانت تقدمه الأديبة ليلى العثمان، وامتدت العلاقة بينهما، مشيرا إلى أن السبتي كان يتمتع بسرعة النكتة وطيبة القلب.