الاقتصادي/ حسن شرف الدين -أطلقت المستشفيات الحكومية بالخاصة صافرة الإنذار لاحتمال حدوث كوارث صحية وإنسانية على مرضى المستشفيات بسبب الانقطاعات المتكررة للكهرباء وانعدام مادة الديزل. ولأهمية المستشفيات- كمراكز خدمية للمواطنين والتي تقدم الخدمة الصحية لكافة المواطنين بمختلف مستوياتهم وطبقاتهم المعيشية- إلا أنها تواجه مشكلة تتفاقم يوما بعد يوم وهي وتوفير مادتي الديزل والبنزين للمولدات الكهربائية التي تعمل أثناء انقطاع التيار الكهربائي. طوارئ ورغم ما يواجه المرضى من خطر قد يحدق بهم في أي وقت لا قدر الله سبحانه وتعالى إلا أن الجهات المعنية تتعامل مع القضية وفق قاعدة أذن من طين وأذن من عجين، فهي لا تمتلك أدنى مقومات الاهتمام وأخذ الحيطة من خلال تزويد المستشفيات والمركز الصحية بالمشتقات النفطية لمواجهة أي طارئ أثناء استقبال الحالات الصحية أو إجراء العمليات الجراحية. فعند انقطاع الكهرباء تتوقف الأجهزة الطبية المختلفة التي تساهم في علاج وتطبيب المرضى الراقدين في المستشفيات.. يعلن الأطباء والممرضون حالة الطوارئ حتى تعود الكهرباء سواء من الخط العمومي أو تشغيل مولد الكهرباء التابع للمستشفى. محاولات السؤال المطروح: ماذا يعمل الأطباء والممرضون عند انقطاع التيار الكهربائي، وفي نفس الوقت عدم توفر مادة الديزل لتشغيل المولد الخاص بالمستشفى؟.. هذا ما يجيب عليه مسئول تشغيل مولد الكهرباء في أحد مستشفيات منطقة شعوب الذي يقول عند نفاد الكمية من الديزل لتشغيل مولد الكهرباء للمستشفى: أقوم بابلاغ إدارة المستشفى بأن الكمية نفدت، وبدورهم يتواصلون مع الجهات المختصة لتوفير مادة الديزل للمستشفى خصوصا أيام الأزمات، أما خلال الأيام العادية لا نواجه صعوبة. حلول حارس المستشفى، الحاج عبدالله عبدالمعين، يحكي لنا قصة لأحد المرضى يقول: خلال الأيام الماضية جاء أشخاص ومعهم مريض يحتاج لعملية في المستشفى، والملفت في الأمر أنهم يحملون معهم دبتين الأولى دبة بترول 20 لتراً والثانية دبة ديزل 20 لتراً.. سألتهم لماذا هذه الدبيب معكم.. أجابوا احتياط إذا انقطعت الكهرباء عن المستشفى وما بش مع المستشفى ديزل نشغل الماطور بالديزل الذي معانا أثناء إجراء العملية لا سمح الله. رغم حلاوة هذه القصة إلا أنها تحمل كثيراً من المعاني والدلالات إلى أي مدى وصل تفكير الشارع اليمني.. فبقدر ما يواجه من صعاب وتحديات اقتصادية واجتماعية وسياسية بقدر ما يعمل الحلول والاحتمالات لمواجهة أي طارئ قد يواجهه. إزعاج الدكتور معين المصعبي –اخصائي أطفال- يقول إن انقطاع التيار الكهربائي، المتكرر يشكل إزعاجا أمام الكادر الطبي خصوصا مجال المختبرات الطبية والأجهزة الطبية التي تعمل على الكهرباء فإلى جانب تأخر إجراء الفحوصات الطبية قد تواجه الجهة الطبية عطلا فنيا في أي جهاز من الأجهزة الطبية ما يعرضه لعطل قد يطول إصلاحه أو يتلف الجهاز الطبي بسبب الانقطاعات المتكررة للكهرباء. ويضيف الدكتور المصعبي أن هناك حالات طبية تحتاج إلى الاوكسجين الدائم حتى تستقر صحته.. ومع انقطاع التيار الكهربائي تزداد حالته الصحية سواء.. أما إذا انعدم الديزل ولم يستطع تشغيل المولد الكهربائي لإعادة التيار الكهربائي للجهاز فقد تزداد حالة المريض سواءً وقد يفارق الحياة جراء انقطاع الاوكسجين عنه. حالة وفاة وهذا ما حدث فعلا لأحد المرضى.. حيث يقول حسن إسماعيل –موظف حكومي- أن عمه تعرض لوعكة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج، ونصحه الأطباء بأن يستخدم الأوكسجين حتى يستعيد عافيته.. وفعلا أخذه أولاده إلى المنزل وكان يستخدم الأوكسجين وعند انقطاع الكهرباء كانوا يشغلون المولد الكهربائي لتشغيل جهاز الأوكسجين.. وفي يوم نفدت كمية الديزل الذي كان يعمل عليها المولد ولم يستطع أولاده توفيره من محطات البترول بسبب الازدحام الشديد وندرته في السوق.. وفجأة وبسبب انقطاع الاوكسجين الطبي على عمه تدهورت الحالة الصحية للمريض ومع مرور الزمن لم يستطع أولاده إسعافه أو إنقاذ حياته ليفارق الحياة. هذه حالة من مئات الحالات التي لا نعلم عنها شيئاً.. ويرويها لنا أحد الأطباء في أحد المستشفيات بمديرية الثورة الدكتور محمد القاسم الذي يقول أن كثيراً من الحالات المرضية التي أشرف عليها تأزمت حالتها الصحية بسبب الانقطاع المتكرر للكهرباء عن الأجهزة الطبية المتصلة بالمرضى كأجهزة تخطيط القلب والغسيل الكلوي وغيرها من الأمراض التي تحتاج إلى الاتصال بالأجهزة الطبية لإعادة استقرار الحالات. السوق السوداء المسئول على المولد الكهربائي في أحد مستشفيات الجراف الذي رفض الكشف عن اسمه يقول عند انقطاع الكهرباء نشغل المولد الكهربائي وبالكاد نوفر الديزل الذي يعمل عليه المولد.. وعادة نذهب إلى السوق السوداء لشرائه.. وقد يكون الديزل مخلوطاً بمواد أخرى ما يعرض المولد الكهربائي للتوقف أو العطل.. وقد اضطررنا عدة مرات لفك المولد الكهربائي وإصلاحه بسبب الديزل المخلوط.. وقد تقدمنا بعدة شكاوى وتظلمات إلى الجهات المختصة بضرورة توفير الديزل لمواجهة انقطاعات الكهرباء وإنقاذ حياة المرضى في المستشفى إلا أنه لا نتلقى أي رد أو تفاعل من هذه الجهات. لا مبالاة الجهات المعنية بدورها تؤكد عبر وسائل الإعلام المختلفة أن المشتقات النفطية متوفرة في الأسواق، وأن هناك من يحاول اصطناع الأزمات وتخويف الناس عبر سحب هذه المواد من السوق أو التقطع لناقلات النفط وأخذها كرهينة للضغط على الحكومة والدولة لتنفيذ مطالب غير مشروعة أحيانا كثيرة. تحذيرات وفي وقت سابق حذر اتحاد المستشفيات الخاصة من كارثة صحية جراء توقف العمل في عدد من المستشفيات بالعاصمة وعدد من المدن اليمنية بسبب أزمة المشتقات النفطية التي تستخدم في توليد الطاقة البديلة مع استمرار انقطاع شبه تام للكهرباء عن بعض المستشفيات. وقال الاتحاد في رسالة وجهها لرئيس الجمهورية نشرتها وسائل الإعلام أن عددا من المستشفيات أوقفت العمل في أقسام العمليات الجراحية والعنايات المركزة بعد عجزها عن توفير وقود لمولدات الطاقة في ظل أزمة المشتقات التي تشهدها البلاد منذ أكثر من شهر.. مناشدا رئيس الجمهورية التدخل لإنقاذ آلاف المرضى وتوجيه شركة النفط بسرعة توفير وقود للمستشفيات بصورة استثنائية وعاجلة. الكهرباء والنفط وتبقى مستشفيات أمانة العاصمة الحكومية والخاصة والمراكز الصحية تعاني توفير الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية البديلة عن الكهرباء.. ويبقى كذلك المرضى أمام خطر محدق بهم قد يخطف منهم حياتهم.