خطة البحث


مقدمة
1ـ تعريف علم النفس اللغوي أو علم اللغة النفسي
2ـ علم النفس اللغوي: الأصل والتطور
3ـ موضوع علم النفس اللغوي
4ـ وظائف اللغة
5ـ المناهج الخاصة بدراسة اللغة
خاتمة
قائمة المراجع



مقدمة:
إن ما يميز علم النفس هو تنوعه وتعدد فروعه النظرية وخاصة التطبيقية التي من بينها علم النفس اللغوي الذي يهتم بدراسة اللغة والسلوك اللغوي في الحالة السوية والغير سوية وسنحاول في هذا البحث القصير التعرف على هذا الفرع التطبيقي والإحاطة به وذلك من خلال تعريفه وتطوره وموضوعه وذكر وظائف اللغة . وفي الأخير نتطرق إلى المناهج العلمية الخاصة بدراسة اللغة.




1ـ تعريف علم النفس اللغوي:
هو فرع من فروع علم النفس التطبيقي الذي يسلط الضوء على جانب معين من الظاهرة السلوكية في مجالات الحياة العلمية.[1]
يعد علم اللغة النفسي من منظور علماء اللغة فرعا من فروع علم اللغة التطبيقي، ومن منظور علماء النفس فرعا من فروع علم النفس المعرفي.
ويمكن القول بأنه علم بيني، يتكامل فيه حقلا علم اللغة وعلم النفس، ويتطلب فهمه دراية بمجالات الفلسفة والتربية والتعليم والثقافة، وأيضا بآليات الجهاز العصبي والمخ والذكاء الاصطناعي.[2]
ويحد علم اللغة النفسي بأنه دراسة تجريبية للعمليات النفسية التي يكتسب المرء من خلالها نظام اللغة الطبيعية ويقوم بتنفيذه. ويعالج هذا التعريف مشكلات، مثل: ماهية اللغة ووصفها موضوعيا وتحديد مفهوم العمليات النفسية ووسائل دراستها.
ويتميز علم اللغة النفسي بأنه يتناول اللغة من منظور علم النفس، أي أنه يعنى باللغة كظاهرة نفسية عند المتكلم والسامع على السواء. فيصوغ المتكلم أفكاره في عبارات يعبر عنها بالكلام، فيدركها السامع ويفهمها. كما يتميز بأنه يرصد العمليات الذهنية عند اكتساب اللغة أو عند استخدامها وعلاقة ذلك بالفكر والثقافة، فيعنى مثلا بدراسة العمليات التي يقوم العقل البشري من خلالها بربط الصيغة (مسموعة أو مكتوبة) بالمعنى من خلال وسيط وهو نظام اللغة.
وباعتباره فرعا من فروع العلم المعرفي يتناول علم اللغة النفسي مسألتين:
أولهما: ما هي المعرفة باللغة التي يحتاجها المرء لكي يستخدم لغة، والمعرفة نوعان: معرفة ضمنية ومعرفة صريحة، فالمعرفة الضمنية تشير إلى معرفة كيفية أداء أعمال متنوعة بينما تشير المعرفة الصريحة إلى معرفة العمليات والآليات المستخدمة في هذه الأعمال، فقد يعرف المرء فعل شيء دون أن يعرف كيف فعله، فاللاعب يعرف كيف يلعب وقد لا يعرف العضلات المستخدمة في القيام باللعب، والمرء يعرف كيف يتكلم وقد يعرف العمليات المتضمنة إنتاج الكلام، لذلك يمكن القول بأن معرفته باللغة معرفة ضمنية أكثر من كونها معرفة صريحة.
هناك أربعة مجالات للمعرفة اللغوية يمكن استنتاجها من ملاحظة السلوك: الدلالة Semantics وتتناول معنى الجمل والكلمات، التركيب Syntax ويتناول الترتيب النحوي للكلمات في داخل الجملة، الفونولوجيا Phonology وتتناول نظام الأصوات في اللغة، البراجماتية Pragmatics وتتناول القواعد الاجتماعية المتضمنة في استخدام اللغة.
ثانيهما: ما هي العمليات الذهنية المتضمنة في الاستخدام العادي للغة، والاستخدام العادي للغة يعني أمورا مثل فهم المحاضرة، قراءة كتاب، تحرير خطاب، إجراء محادثة، بينما تعني العمليات المعرفية عمليات الإدراك الحسي، التذكر، التفكير.
ومجمل القول أن علم اللغة النفسي يعنى بالبحث في كيفية فهم المرء وإنتاجه واكتسابه اللغة والتركيز على العمليات المعرفية المتضمنة في الاستخدام العادي للغة، كما يعنى بالقواعد الاجتماعية المتضمنة في استخدام اللغة وآليات المخ المرتبطة بها.[3]
2- علم النفس اللغوي - الأصل والتطور-:
عني علم النفس بنشاط اللغة في علاقتها بالفكر الإنساني، حيث حاولوا تعليل تنظيم اللغات على أساس نواميس العقل البشري أو إظهار القيود التي تفرضها اللغة على الفكر، ورغم وفرة الأبحاث في التفكير والتحليل لم يكن الأمر كافيا لتشغيل فرع من فروع المعرفة العلمية حقا حتى بداية القرن العشرين.
فمن المعروف أن نحاة القرن التاسع عشر وفقهاء اللغة عنوا بمشكلات تطور اللغة والعلاقات المتبادلة بين اللغات فتبنوا منظورا تاريخيا مقارنا، وفي مستهل القرن العشرين جاء "دي سوسير" فأسس مبادئ علم اللغة الحديث، وكان لتمييزه بين اللغة والكلام الفصل في اعتبار اللغة هدفا مستقلا عن الأفراد الذين يستخدمونها، ولمقابلته بين المنهج التاريخي المألوف وبين منهج آخر تزامنى الفضل في إبراز أن اللغة ككل متزامن نظام رموز يربط بين دال Signifier (صورة صوتية) ومدلول Signified (مفهوم) ويكتسب قيمته الدلالية من خلال اختلافه عن الرموز الأخرى في اللغة تمهيدا للبنيوية Structuralisme التي استعانت بالتمثيلات الذهنية (صورة صوتية ومفهوم)، والتي احتضنتها مدرسة بلومفليد التوزيعية Distributional فرغم اتفاقهما من حيث حد اللغة كنظام متزامن والاهتمام بالعلاقات دون العناصر، اعتبرت التوزيعية أنه يمكن تحليل بنية اللغة وأيضا وصفها دون دراية معناها، بل بالتعرف على المستويات المختلفة للوحات (فونيمات، مورفيمات، كلمات) وتوزيع كل وحدة في داخل مقطع أو كلمة أو جملة.
وقد ازدهر المجال البيني لعلم اللغة النفسي مرتين: مرة في بداية القرن العشرين في أوروبا ومرة في منتصفه في الولايات المتحدة، ففي العقود الأولى من القرن العشرين استعان علماء اللغة بعلماء النفس في تأمل كيفية استخدام المرء اللغة ومؤخرا استعان علماء النفس بعلماء اللغة في تأمل طبيعة اللغة، وبين هاتين الفترتين سيطرت السلوكية Behaviorisme على المجالين فأهمل كل منهما الآخر (Carroll p.12) نقلا عن (Blumenthal 1987).
فقد حد علم النفس في أوروبا بأنه علم الحياة الذهنية، وساد الاعتقاد بأنه يمكن فحص الأحداث الذهنية كالشعور والمشاعر والانطباعات الذهنية باستخدام مناهج دقيقة كتلك المناهج المستخدمة في العلوم الطبيعية، وأن دراسة اللغة تساهم في تأمل طبيعة الذهن، وأن الجملة – وليست الكلمة- هي الوحدة الأساسية للغة، وأن إنتاج الكلام هو تحويل عملية فكر كاملة إلى أجزاء كلام منظمة ومتعاقبة (Carroll p.12) نقلا عن (Wundt). وفي الوقت نفسه عارض الباحثون في الولايات المتحدة التركيز على دراسة العمليات الذهنية كهدف لعلم النفس، فقد سادت السلوكية واضطلع السلوكيون بدراسة السلوك الموضوعي، المدرك بالحواس وأكدوا على دور التجربة في تشكيل السلوك وعلى دور الحدث البيئي (التعزيز والعقاب) وعلى الأنماط الموجودة في البيئة مباشرة.
حين درس السلوكيون لغة الإنسان عنوا بالسلوك اللفظي فإن دقة سلوك الكلام
- في نظرهم-تنم عن نشأة الفرد في بيئة تتوافر فيها أنماط لغوية دقيقة وصحيحة والحرص على تلقين الأطفال النطق الصحيح وعلى تصحيح أخطائهم في الكلام (Carroll p.13) نقلا عن (Skinner 1957)
وقد تركز اهتمام السلوكيين على المعنى Meaningحيث أكدت أبحاثهم على تداعيات المعني في الكلمات، كمثل قياس تداعيات المعاني التي يمكن للفرد أن يقدمها في فترة زمنية محددة ووضعها في قائمة من كلمات مفردة ذوات معاني (Noble, Mc Neely 1957)، وكمثل إثبات أن الكلمات ذوات معاني المألوفة (مثل الطبخ) يسهل تعليمها أكثر من تعلم الكلمات ذوات المعاني غير المألوفة (مثل أيقونة)(Under wood 1966)، وكمثل التمايز الدلالي كوسيلة لقياس معني الكلمات المترابطة (مثل قوى/ ضعيف)
( Carroll p.14) نقلا عن (Osgood, Suci, Tanenbaum)
وتجدر افشارة إلى أنه قد سبق وأشار عبد القاهر الجرجاني (دلائل الاعجاز ص 44) إلى التفاضل في الدلالة بأن تكون كلمة أدل على معناها الذي وضعت له من صاحبتها على ما هي موسومة به.
وقد حدث تطور مماثل في علم اللغة، حيث أكد علماء اللغة في هذه الفترة على المعالجة السلوكية للغة بتحاشي الإشارة إلى العمليات الذهنية، فعلى سبيل المثال نجد بلومفيد الذي كان قد أكد في كتابه عام 1914 (An introduction to the study of ********) على أفكار Wundt يتبنى عام 1933 في كتابه" ********" وجهة النظر السلوكية.
وعلى الرغم من ترابط الأفكار المتبادل بين الحلقين فقد بقي علم النفس وعلم اللغة علمين لعدة عقود وإلى أن حل الطور المتأخر لعلم اللغة النفسي، فقد نظم مجلس البحث العلمي الاجتماعي في عام 1950 مؤتمرا داعيا فيه علماء اللغة وعلماء النفس على السواء، وأعد برنامجا مشتركا يخص علم اللغة النفسي ويعكس اتفاقا جماعيا في الرأي بين المشاركين بأن الوسائل المنهجية والنظرية التي يستعين بها علماء النفس يمكنها أن تستكشف وتعلل البنى اللغوية التي لم يعالجها علم اللغة ( Carroll p.14) نقلا عن (Tanenhaus 1988) كما عقد مؤتمر بعد ذلك بعامين ضم إلى جانب علماء النفس وعلماء اللغة الأنثروبولوجيين ومهندسي الاتصال، ومن ثم بزغ مصطلح "علم اللغة النفسي" وبقي إلى الآن رغم معارضة بعض الباحثين وقد أدلى تشومسكي بدلوه فب ابراز كيفية إدراك علماء النفس للغة فعرض نظرية (سبقه إليها السلوكيون) تسمى "نظرية السلسلة الترابطية لمتعلقة بتداعي المعاني " Associative chain theory وتنص على أن الجملة تحتوي على سلسلة من تداعيات المعاني بين الكلمات المفردة في جملة، أي أن كلمة في جملة تعد مثيرا للكلمة التالية.
وتجدر الإشارة هنا إلى أنه قد سبق وأكد عبد القاهر الجرجاني على ضرورة وجود علاقة الكلمة بالكلمة التالية "كيف يتصور وقوع قصد منك إلى معنى كلمة من دون أن تزيد تعليقها بمعنى كلمة أخرى" (دلائل الإعجاز ص412).
ولاشك أن تشومسكي (1957) قد تأسى برأي عبد القاهر الجرجاني حين جاء بأمثلة في الجمل الآتية:
1ـ الأفكار الخضراء عديمة اللون تنام بغضب.

1- Colorless green ideas sleep furiously.

2ـ الأفكار النائمة بغضب خضراء عديمة اللون.

2- Furiously sleep ideas green colorless.

3ـ التقط جورج الطفل

3- George picked the baby up.

4- التقط جورج الطفل

4- George picked up the baby.

فإنه رغم عدم وجود تداعيات معاني بين الكلمات في الجملة الأولى فإن الجملة مقبولة تركيبا أما إذا تغير ترتيب الكلمات في الجملة الثانية فإنها لاتعد جملة مطلقا .ورغم أن الجملتين الثالثة والرابعة مترادفتان فان الفعل يتصل بحرف الخاص به في الجملة الثالثة بينما كوحدة لغوية (مكونات غير مترابطة15.carroll p).
وأما رأي عبد القادر الجرحاني فقد عبر بنصه على أن الفكر لا يتعلق بمعاني الكلم المفردة مجردة من معاني النحو ومنطوقا بها على وجه لا يتأتى من تقدير معاني النحو وتوخيها فيها فادا قلت في "من نبك قفا حبيب ذكرى منزل " فهل يتعلق منك فكر بمعنى كلمة منها (دلائل الإعجاز ص 041).
وباعتبار علم اللغة فرعا من فروع علم النفس المعرفي حيث أنه يبحث في العمليــات الذهنية للبشر ، ويفحص المعرفة اللغوية المطلوبة لاستخدام اللغة، ونظرا لان الفرد عند تعلمه اللغة يكون قد شكل مرادفا نفسيا للنحو فقد جاء اهتمام علماء النفس بعلم اللغة عامة و بالنحو التحويلـــي خاصة .
وقد ظلت النظرية اللغوية في بحث علم اللغة النفسي ، كما ظلت التقنيات السليقية في اكتساب اللغة تؤكــد وجودها ، رغــــم وجود إشارات إلـــى تضاؤل اهتمام علم النفــــس بالنظرية اللغويــــة وجفـــول علماء النفـــــس من دمــج المفاهيم اللغوية فـي البحــــــــث النفســـي (17.carroll p).
بينما تمايز علم اللغة من علم النفس من حيث المنهج ، فاتبع الأول منهجل العقلانيــــة Rationalism واتبع الثاني منهج التجريبية Empiricism ،سلك علم اللغة النفسي كلا المنهجين للتوصل إلى كيفية ولوج أفكار اللغة إلى الادهان .
فان العقلانيين يرون أن المعرفة الأساسية موجودة في الذهن مند الميلاد وأنها سليقة بيد أنهم اختلفوا فيما بينهم حول نوعية المعرفة التي تكون بالسليقة وحول كيفية جعلهـــــــــا وظيفيـــــة (steinberg p.136).
وتتمثل وجهة النظر التقليدية (أفلاطون وديكارت) في وجود المعرفة الأساسية بالسليقة واستمرار بقائها حية في الذهن عن طريق العقل (RatioReason) ومن ثم ينحصر دور التجربة فقط في تنشيط المعرفة الموجودة بالفعل (Steinberg PP.136.137).
وفي إطار تنقيح المنهج العقلاني التقليدي تم الإستغناء عن العقل تماما والتسليم بوجود قدرة ذهنية. فكما أن القدرة المنطقية مثلا تشتمل على مجموعة من الأفكار المنطقية فإن القدرة اللغوية تشتمل على مجموعة من الأفكار المنطقية مثلا تشتمل على مجموعة من الأفكار المنطقية فإن القدرة اللغوية تشتمل على مجموعة من أفكار تؤدي وظيفة لغوية وهي سليقة عند كل البشر، ودليل ذلك سرعة اكتساب الطفل اللغة، فإن الطفل ينمي "القدرة" عند تعرضه للغة بالفطرة وليس بالتجربة (Steinberg PP.137.140) نقلا عن (Chomsky).
وعلى الصعيد الآخر فهناك رأي باستحالة وجود أفكار اللغة بالسليقة ويأتي الدليل على ذلك من مقارنة عدد الساعات التي ينفقها كل من الطفل والبالغ في تعلم اللغة والتي تبين أن الطفل (4سنة) يستغرق وقتا أطول في تعلمه مما يستغرقه البالغ(Steinberg P.140 ) نقلا عن (Putnam 1967). وهناك أيضا رأي باستحالة تشكيل النحو السليم عن الطفل في ضوء معطيات لغوية غير مصقولة بالتجربة.
ومن منظور التجريبيين تولج الأفكار كمعرفة في الذهن عن طريق التجربة. فيرى التجريبيون أن الذهن عند الميلاد يخلو من أية أفكار، ورغم وجود شيء ما في الذهن فإنه لا يعد معرفة بأي حال من الأحوال(Steinberg P.135 )، وأن الذهن عند الميلاد يكون كمثل اللوح ناصع البياض ويكون للتجربة الحسية المباشرة دور في تكوين الأفكار التي تشكل الذكاء. وبمجرد أن يتم اكتساب الذكاء فإن أنواعا جديدة من الأفكار (متضمنة الأفكار التي لها طبيعة مجردة) تستمد من التفكير حول التجارب الحسية (Steinberg P.135 ) نقلا عن (John Locke).
وأثناء العقود الثلاثة الأخيرة من القرن العشرين تنامت خصيصة علم اللغة النفسي كعلم بيني في إطار العلم المعرفي الذي يضم علم الكمبيوتر، الفلسفة، علم الأعصاب وغيرها من العلوم المعرفية. وزاد الاهتمام بالتركيب، ومن ثم بالأوجه الأخرى للغة: كمثل مجالات تناول كيفية فهم المرء "للخطاب" Discourse وكيفية تذكره وكيفية إنتاجه في وحدات أكبر من الجمل كالفقرات مثلا، وكمثل مجالات المعجم أو القاموس الذهني، وكلها مجالات هامة في الإطارين النظري والتطبيقي.
وكما سيتبين فيما بعد، فإن دراسة "الخطاب" تفيد في تأمل العمليات التحادثية في العلاج النفسي، كما أن دراسة المعجم تفيد في تعميق فهمنا لكيفية تعلم الأطفال القراءة.
وزاد الاهتمام مؤخرا بآليات اللغة السليقية عن طريق البحث في البيئة اللغوية للطفل، كما زاد الاهتمام بدراسة اكتساب الطفل اللغة.
وعلى أية حال فقد أصبح علم اللغة النفسي حقلا متعدد الأشكال عن ذلك الحقل الذي اشتهر من عدة عقود مضت، فلم تعد تسيطر عليه وجهات نظر نظرية بل غلبت عليه وجهات نظر الحقول المعرفية الأخرى في إطار تطبيقي. ومن ثمة انتمى علم اللغة النفسي بحق إلى مجال علم اللغة التطبيقي.
وبناء على ذلك يمكن تقسيم تاريخ علم اللغة النفسي إلى مرحلتين من نشاط العلم البيني بينهما عدة عقود من السلوكية. سادت في المرحلة الأولى وجهة نظر wundt المعرفية للغة، أما المرحلة الثانية فقد تميزت بمجهودات لدمج النظرية اللغوية في البحث النفسي، كما تميزت بفكرة أن التقنيات اللغوية السليقية ضروربة في تفسير سبل اكتساب الطفل اللغة. وفيما بين هاتين المرحلتين تفيد النظرية السلوكية في تفسير السلوك اللفظي في ضوء معطيات البيئة للتعزيز والعقاب.
وقد تبلور علم اللغة النفسي في صورته المعاصرة منذ ما يقرب من خمسة عقود، ذلك بعد أن مر بأطوار تعاورته أثناءها تغيرات كثيرة. ومن ثم نأتي الكتابة فيه دوما بجديد.
الطور الأول: اللغة كشفرة (كمجموعة قواعد)Code
حين عقدت جامعة كورنيل أول حلقة دراسية عام 1951 جمعت عددا من علماء النفس
يدرس علم اللسانيات النفسي أو "علم اللغة النفسي" العمليات العقلية للفهم والإدراك بأدوات مستقاة من اللسانيات، وأخرى من علم النفس ، وكيف أن استخدام اللغة يتأثر بعمليات عقلية غير مباشرة. وهناك ثلاثةُ أسئلةٍ رئيسة يحاول هذا علم اللغة النفسي الإجابةَ عليها وهي: كيف يكتسب الإنسان اللغة، وكيف يفهمها، وكيف ينتجها. وتعتبر دراسات اكتساب الأطفال للغة، وتعلم الأفراد لغة ثانية دراسات لسانية نفسية في الأساس، ويسعى الباحثون في هذا المجال لتطوير نماذج models تبين كيف تتأسس وتتطور اللغة وتستخدم، وكيف يتم فهمها باستخدام دلائل مما يحدث نتيجة استخدام اللغة بشكل غير معياري، ويهتم هذا الفرع أيضاً بدراسة مشاكل اللغة والتخاطب مثل صعوبات الكلام (الدسلكسيا Dyslexia) أو احتباس الكلام الأفازيا (الحبسة Aphasia) الخ.