بحث حول التصحر جاهز .......
المقدمة :
:
ظاهرة "التصحر" هي تحول مساحات واسعة خصبة وعالية الإنتاج إلي مساحات
فقيرة بالحياة النباتية والحيوانية وهذا راجع إما لتعامل الإنسان الوحشي
معها أو للتغيرات المناخية.
ويعتبر التصحر مشكلة عالمية تعانى منها العديد من البلدان في كافة أنحاء
العالم. ويعرف علي أنه تناقص في قدرة الإنتاج البيولوجي للأرض أو تدهور
خصوبة الأراضي المنتجة بالمعدل الذي يكسبها ظروف تشبه الأحوال المناخية
الصحراوية. لذلك فإن التصحر يؤدى إلي انخفاض إنتاج الحياة النباتية، ولقد
بلغ مجموع المساحات المتصحرة في العالم حوالي 46 مليون كيلومتر مربع يخص
الوطن العربي منها حوالي 13 مليون كيلومتر مربع أي حوالي 28 % من جملة
المناطق المتصحرة في العالم .
1) تعريف التصحر :
هناك العديد من التعريفات للتصحر ومن أهمها:-
1- تعرف برنامج الأمم المتحدة للبيئة التصحر بأنه انتشار وزيادة الظروف
الصحراوية التي ينتج عنها انخفاض إنتاجية المادة الحية فينخفض إنتاج
المحاصيل.
2- عرف المؤتمر الدولي التصحر بأنه انخفاض وتدهور الطاقة الحيوية للأرض
والذي يـؤدي إلى ظروف مشابهة للصحراء، ويرى روزا نوف استخدام التعريف
التالي :
التصحر عملية تحول غير عكسي في الأرض الجافة والغطاء النباتي يؤدي إلى
الجفاف وتضاؤل الإنتاجية الحيوية التي قد تنتهي في الحالات الشديدة إلى
تمام تلف المجال الحيوي وتحول الأرض إلى صحراء .
ويقصد بالتحول غير العكسي تغير الأرض أو الغطاء النباتي الذي يستوجب تدخل
الإنسان لمعالجته أو أن العمليات الطبيعية تعيده إلى حالته الطبيعية
الأصلية ، ولو أن الاعتماد على هذه العمليات الطبيعية يقتضي أجيالاً أو
قروناً حتى يتحقق .
2) أشكال التصحر :
يتزايد التصحر ويتفاقم تأثيره ويتسارع حدوثه منذ عدة عقود في معظم المناطق الجافة ويتخذ الأشكال التالية :
1- تقلص وانخفاض أجزاء من التربة المغطاة بالنباتات بحيث تصبح الأرض عارية
تماماً في فصل الجفاف وتأخذ المساحات العارية بالتزايد بحيث تصبح النباتات
على شكل بقع صغيرة معزولة .
2- نتيجة التعرية تزداد قابلية سطح الأرض لعكس الإشعاع الشمسي وذلك لكون الأرض القاحلة ذات لون فاتح .
3- تعرية كبيرة للتربة وفقد الخصوبة نتيجة لهبوب الرياح وحمل المواد
العضوية وسرعة تأكسدها ونقل العناصر الغذائية مع الحبيبات الدقيقة للتربة.

4- انتشار الانجراف المائي بواسطة الأمطار الغزيرة .
5- زحف الكثبان الرملية على الأراضي الزراعية والمدن والقرى والمنشآت.
6- اختلال التوازن المائي والتوازن في الطاقة للمناطق الجافة نتيجة لعوامل
طبيعية أو نتيجة استخدام الإنسان للأرض استخداماً مفرطاً .
3) حالات التصحر ومؤثراتها :
يقصد بحالة درجة شده أو التدهور في القدرة في البيولوجية للبيئية إذ
تتباين حالات التصحر بين الطفيف من ناحية , والتصحر الشديد جدا ما ناحية
أخرى وقد مؤتمر الأمم المتحدة في نيروبي(1977) حالات التصحر بأربع حالات
هي:
(1تصحر طفيف: يعتبر اخف حالات التصحر حيث لا ينم عنه ضرر واضح لمظاهر
ومقومات الحياة , ومن ثم فهو لا يتعدى ظاهره و لم يصل بعد إلى حد المشكلة
و من ثم يعتبر حالة مقبولة , ويؤشر أهذه _ عادة بحوث تلف طفيف جدا في
الغطاء النباتي والتربة
لا يؤثر ضاره واضحا في القدرة البيولوجية للبيئة ,
( 2تصحر معتدل: يعتبر أول حالة تبرز فيها خطورة التصحر كمشكله ,إذ يبدأ
التصحر عنده هذا الحالة يأخذ أبعادا خطيرة نسبيا حيث يؤثر بشكل في القدر
البيولوجية للبيئية
له عاده بحدوث درجه متوسطه من التهور في الغطاء النباتي أو تكوين رمليه
صغيره وبناء أخاديد صغيره أو تكوين بعض النتوءات أو الروابي أضافه إلي
حدوث درجه تملح للتربة تقلل من قدرتها البيولوجية على الإنتاج بنسبه
تتراوح بين 10- 50%
( 3تصحر شديد: وتعتبر هذا الحالة درجه متقدمه للتصحر , يؤشر لها بانتشار
الحشائش والشجيرات غير المرغوبة على حساب إلا أنواع المرغوبة والمستحبة ,
وكذلك زيادة نشاط التعرية الاكتساح سواء كانت تعريه مائية أو ريحية مما
يؤدي جرف التربة
إضافة إلى تكوين الأخاديد الكبيرة وعوده نشاط الكثبان الرملية الثابتة
وبناء كثبان رمليه جديدة كبيرة وتقل القدر البيولوجية (الإنتاجية) للتربة
في هذا الحالة تتراوح بين 50%,90%
و إذا كان التصحر قد برز كمشكله واضحة في البيئات الجافة وشبه الجافة
والرطبة بالدرجة الأول لما لهذه المناطق من انظمه ايكولوجية هشة أو شبه
هشة تساند طبيعتها التصحر و تدعمه إلا إن إرهاصات ( علامات) التصحر بدت
تبرز أيضا في بعض في أوروبا الولايات المتحدة الأمريكية يتدهور غطاءها
النباتي وتتناقص قدرتها البيولوجي نتيجة تزايد المطر الحمضي والضباب
الحمضي وتأثيرها النبتات والتركيبة الكيمائي للتربة ( زيادة درجة حموضتها
) واثر ذلك على القدرة الإنتاجية
كما بدأت تشهد بعض المناطق المدارية مظهر التصحر نتيجة الاستغلال المفرط
أو الجائر للأشجار . نذكر على سبيل المثال ما يحدث في الوقت الحاضر في حوض
الأمازون من تدهور شديد للقدرة البيولوجية .
في بعض مناطقه حيث بداُ يتبدل النمو الشجري العملاق بنمو اقل كثافة واقل
ضخامة , بل وحلت بعض الشجيرات محل الأشجار وتدهورت التربة بشكل واضح نتيجة
نشاط عمليه جرف التربة بعد تعريتها من غطائها النباتي.

4) مظاهر التصحر و مخاطره :
للتصحر مظاهر كثيرة ومتنوعة ونستطيع من خلال هذه الظاهرة إن نتعرف عما إذا
كانت البيئة تعاني من مشكلة التصحر أم لا , وما درجة حدة أو شدة المشكلة
,وتشمل هذه الظاهرة فيما يلي :
1) جرف التربة : تعتبر من اخطر مظاهر التصحر خاصة عندما تجرف الطبقة
العلوية تماما نظراً لان هذه الطبقة تحتوي على معظم العناصر الغذائية
اللازمة للنبات وذات قدرات عالية أن تشرب المياه وتحفظ بها . ومن ثم عندما
يجرف جزء منها أو كلها يحدث مما يسمى " الجفاف الفسيولوجي .
2) عودة نشاط الكثبان الرملية الثابتة :
يعتبر عودة نشاط الكثبان الرملية الثابتة , أو تكوين كثبان رملية نشطة في
بيئات لم تكن ظروفها البيولوجية تؤهل لتكوين مثل هذه الكثبان من مظاهرة
التصحر الخطرة , فمن المعروف إن الكثبان الرملية تنقسم إلى مجموعتين هما :
مجموعة الكثبان الرملة المتحركة (الحية) ومجموعة الكثبان الرملية الثابتة
( الميتة ) ويعني ثبات الكثبان الرملية إن الطبقة تتمتع بوفرة في الرطوبة
والنمو النباتي مما ساعد على تثبتها ووقف زحفها من خلال ما ينمو فوقها من
نباتات تعمل على تثبيت الرمال .
ومن ثم فان عودة نشاط الكثبان الرملية الثابتة يعني انه يحدث تغير وتدهور
في القدرة البيولوجية لهذه الكثبان مما أدى إلى اختفاء معظم الغطاء
النباتي الواقي الذي كان يعمل على تثبيتها وبالتالي بدا تتحرك بفعل الرياح
وإشاعة التصحر في المناطق التي تغزوها .
وتأتي خطورة عودة تحرك الكثبان الرملية الثابتة أو تكوين كثبان رملية نشطة
في كونها تتسبب في غمر الكثير من الأراضي الزراعية والعلوية بالرمل مما
يحيلها إلى مناطق متصحرة تماماً .

3) تناقص الغطاء النباتي وتدهور نوعيته :
يعتبر تناقص مساحة وكثافة الغطاء النباتي وتدهور نوعيته من مظاهرة التصحر
, إذ يعني هذا التناقص وهذه التدهور أن القدرة البيولوجية للبيئة قد
تدهورت وبدأت تدفع هذه المناطق نحو الظروف الجافة الصحراوية فقد تبين من
دراسة عن منطقة المغرب العربي أن معظم الغابات في المناطق قد تم تدميرها
من خلال الإفراط في قطع الأخشاب ليحل محلها حشائش الاستبس وتحولت مناطق
كان يغطيها الاستبس تحت وطأة الإفراط الرعوي والرعي الجائر إلى مناطق
تسودها نباتات صحراوية فقد تناقصت مساحة غابات الصنوبر في تونس على سبيل
المثال من 300 ألف هكتار إلى 170 ألف فقط .
4) تملح التربات وتغرقها :
كما يؤخذ تملح وتغدقها كمؤشر لحدوث التصحر البيئات الزراعية في البيئات
الزراعية المروية ريا اصطناعيا إذ يعمل تلمح التربة آو تغدقها على ضعف
خصوبتها الإنتاجية وقد يصل الأمر في بعض الأحيان إلى إصابة التربة بالعقم
الإنتاجي ( تربة غير منتجة ) نذكر في هذه المجال ما يحدث في جنوب ووسط
العراق حيث يقدر أن 1% من مساحة الأراضي المروية تتملح سنويا وتصبح خارج
دائرة الأراضي المنتجة كما شهدت منطقة القطيف في المملكة العربية السعودية


5) وسائل الحد من انجراف التربة و تصحرها :
وخصوصاً في المناطق الجافة وشبه الجافة، المحافظة علي الموارد الطبيعية وتنميتها. ومن أهم هذه الوسائل:
1) المسح البيئي للوقوف علي الأسباب التي تؤدى إلي تدهور النظم البيئية.
2) تثبيت الكثبان الرملية ويشمل:
أ- إقامة الحواجز الأمامية والدفاعية كخطوط أولى أمام تقدم الرمال.
ب- إقامة مصدات الرياح الصغيرة.
ج- تغطية الكثبان الرملية بالآتي:
- المواد النباتية الميتة.
- المشتقات النفطية والمواد الكيميائية أو المطاطية.
- تشجير الكثبان الرملية بنباتات مناسبة لوسط الكثبان الرملية.
3) الحفاظ علي المراعى الطبيعية وتطوير الغطاء النباتي الطبيعي.
4) وقف التوسع في الزراعة المطرية علي حساب المراعى الطبيعية.
5) استغلال مياه السيول في الزراعة.
6) وقف قطع الأشجار والشجيرات لاستخدامها كمصدر للطاقة.
7) ضبط الزراعة المروية وإعادة النظر في وسائل الري والصرف الحالية.
8) الزراعة الجافة: حيث يتم استزراع النباتات التي تحتاج لمياه قليلة وتمتاز بشدة مقاومتها للجفاف.
9) تحسين بنية التربة بإضافةالمادة العضوية إليها وحرثها مع النباتات التي تعيش فيها .
10) القضاء علي ميل الأرض بإنشاء المصاطب ( المدرجات ).
11) حراثة الأراضي في أول فصل الأمطار.
12) إنشاء البرك والبحيرات في الأخاديد لوقف جريان المياه.
13) إقامة السدود للتقليل من قوة السيول.
14) الحفاظ علي الغطاء النباتي والابتعاد عن الرعي الجائر.
15) إحاطة الحقول والأراضي المعرضة للانجراف بالمصدات من الأشجار والشجيرات