فيكتور هيجو



أضيفت إلى المواهب التي حملها الكاتب والشاعر الفرنسي فيكتور هيجو موهبة الرسم التي كانت مجهولة، او مهملة، فالى جانب الصفات التي رافقت اسمه ككاتب وعاشق وبطل قومي، يمكن اليوم وصفه بالرسام اللامع لحالة اللاوعي.

وعندما توفي هيجو عام 1885 عن ثلاثة وثمانين عاما كان يمثل رجل الأدب الأكثر شهرة في فرنسا والعالم، ولم يكن ينافسه في تلك الفترة إلا شارل يكنز.

وكان الذين يعرفونه يشبهونه بالنسر، أو يقولون: انه العملاق، أو الوحش، ويقارنون مكانته بمكانة شكسبير ودانتي وسيرفانتس.

طبعت أعماله الكاملة في خمسة واربعين مجلدا تضم عشرين مجموعة شعرية، كما كتب هيجو تسع روايات ضخمة، أكثرها سوداوية، واشتهرت بينها روايتا «البؤساء» و «احدب نوتردام» اللتان كانتا موضوعا متكررا لافلام سينمائية ومسلسلات افلام كرتون، ومن بين مسرحياته التي تجاوزت العشر كانت مسرحية «هرناني» بذرة الحركة الرومانسية الفرنسية، ويقال إنها حرضت على قيام ثورة 1830 في فرنسا، وكان تأثير شعره على الأدب الفرنسي اكبر من تأثير النصوص الدينية المعروفة، كما أن أهم الأسماء التي لمعت في فرنسا في الرواية والشعر وقفت في ظله لفترة طويلة، من أمثال فلوبير وبودلير، وجوتييه، اضافة إلى أسماء غير فرنسية مثل ديستويفسكي وجوزيف كونراد.

الباحث الإنجليزي جراهام روب انجز اخر سيرة عن حياة هيجو وأعماله، نشرها في حوالي سبعمائة صفحة، وهو يقول أن هيجو، كان رجل الثقافة الواحدة، وان تأثيره في الادب بعد مماته يشبه تأثير النهر الذي يصب في البحر.

وفي قمة شهرته أخذت شوارع كثيرة في المدن الفرنسية اسمه، وكان محاطا بالنساء المعجبات، فقال انه تعرف على أربعين امرأة مختلفة في خمسة اشهر، وحينما مات شارك في تشييعه اكثر من نصف مليون شخص، وكانت جنازته هي الاكبر منذ وفاة نابليون، وقد دفن هيجو في البانثيون، ذلك النصب الذي لم يكن يحبه، وكان يشبه بكعك من الإسفنج.

وإذا كان النقاد والقراء الفرنسيون يعرفون كل شيء عن هيجو، إلا انهم ظلوا إلى سنوات قليلة يجهلون علاقته بالرسم، حيث لايزال القسم الاكبر من رسومه، التي تصل الى ثلاثة الاف رسمة مجهولا، وموزعا في