تلقون ما يشبه
الخطاب أو تدخلون في حوار فرديّ شبيه بالمونولوج أثناء نومكم؟ كلماتكم
التي تتفوهون بها واضحة المعاني ولا تمتّ إلى كابوس إنتابكم أو أمر من هذا
القبيل؟لا داعي للقلق! فأنتم والحالة هذه تعانون من مشكلة التحدث خلال
اللّيل الذّي يحمل تسمية Somniloquence ما يعني التكلّم أثناء النوم…

إذاً
، لا داعي للخوف من هذه الظاهرة ، فهي تطال حوالى 10% من الناس: غالبا ما
يتفوّه الشخص النائم بكلمات مفهومة واضحة ويروي إما مشاهدَ أو أوضاعاً
معروفة تتضمن محتوى انفعاليا.فيستهلّ كلامه في خلال مرحلة النوم البطيء
وهي المرحلة الأطول في دورة النوم والتي تتجدد فيها قوى الجسم لدى الولد ،
هي أيضا المرحلة التي ينتج فيها الجسم هرمون النمو .والأغرب أنّ من
يعاني من هذه المشكلة لا يتذكّر في صباح اليوم التالي أنّه تكلّم حتّى لا
يشعر بأي تعب او وهن .

غالبا ما يستهلّ التكلّم النومي منذ سنّ ال 4
أو 5 أعوام .كما ويظهر بشكل مؤقت وتحديدا في خلال فترات أو أحداث تثير
التوتر:ارتياد المدرسة، سوء تفاهم ، شجار بين الأهل والولد، الانتقال إلى
منزل جديد… تظهر بعض الحالات أيضا قبل أو في مرحلة البلوغ وهي مرحلة لا
تخلو من المخاوف والتساؤلات حول الذات. وقد تدوم هذه المرحلة حتّى سنّ
الرشد.

ندرك جيّدا أنّ هذه المرحلة مزعجة جدا وبخاصة للأشخاص
الذّين ينامون برفقة هؤلاء الأشخاص، ولكن ما باليد حيلة هذه في أغلب
الأحيان مرحلة وتمرّ مرور الكرام بعد تخطّي تلك المرحلة وذلك بالطبع بعد
التقصي عن السبب.فاستمرار التكلم النومي لفترات ، قد يكون دليل توتّر
أو تشنّج هام وجب معالجته .

لا بدّ أنّكم تتساءلون “متى وجب اللجوء
الى طبيب مختصّ ؟”بكل بساطة في حالتين: -إن باتت الفترات تواترية ( عدّة
ليال في الشهر الواحد) ،دامت طويلا أو استمرت ما بعد سنّ الرشد ، فهذا قد
يكون دليل قلق باطني عميق والحالة هذه يجب استشارة اختصاصيّ نفسيّ.

-إن باتت الفترات تواترية ، مزعجة للغاية وخلّفت وقعا في خلال النهار التالي : تعب ،تراجع الانتباه وصعوبة التركيز