لحونُ الذاكرة

أرى وطني الرقراقَ سالتْ بواسلُهْ لتُطفئَ حِـقداً أضْـرمتـْهُ مَـشاعــلُـهْ

وأسمعُ في الألفاظِ صيـــحةَ نــخلةٍ يُطاولُها جـذعُ الوغـى و تُـطاولـُـهْ

كأنّي على دربِ القصيـدةِ أكــتوي بشوقٍ إلى معــنـىً تـلـوحُ منــازلُـهْ

فكمْ رجُلٍ للأرضِ يسكــبُ روحَـهُ و يُلقي بها نبـضاً جمـيلاً يُحــاولــُهْ

يبــوسُ الثــرى في راحتـيهِ دمـاءَهُ و تـعـْـزِفُ مجداً بالـسـلاح أنامـلـُهْ

و تـهــوى تجاعـيـدُ التـراب عناقَـهُ ضيـاءً تُـذيــبُ الحالكاتِ جــداولـُـهْ

يراهُ العِدا غيـماً من الطُّـهـرِ باكـيـاً فـتَـجلِـدُهُمْ بالأمْــنـيـــاتِ هـَواطـلـُهْ

و يبنونَ حُزناً شائـكَ اليـأسِ عالـيـاً و تهدِمُ أحزانَ العُــيــونِ معــاوِلـُـهْ

بنـادقـُـهُ الخرســاءُ تقـْنـِصُ لـيْـلـَهُـمْ و لا يقنصونُ الصُّبحَ حينَ يواصلَهْ

و يعوي رصاصُ المجدِ في غابةِ الرؤى فـيُبصرهُ الديْـجورُ نوراً يُـقاتـلـُهْ

هوَ الطـينُ معـجونٌ بعَـيْـنـَيْ بــلادهِ تـُــفـجِّــرُ أحــلامَ الـغُــزاةِ قــَنابِـلـُهْ

و يقـْطِـفُ مِنْ دوحِ الشّـهـادةِ قـلـْبَـهُ و يُـنـبِــتُ قـلـبـاً ثـانـيـاً فـَيُـغــازِلـُهْ

\"فِرنسا\" تخيـطُ الـذلَّ ثـوباً مُـنـمّـقـاً و يُـلـْبـِسُـها عارَيـْنِ لـمّـا تــُقــابِلـُهْ

فــعارٌ طــويلٌ باتَ يـَنـسُجـُهُ الردى تـُشـاكـِسُـهُ الأكْـفـانُ حيثُ تُـشاكِلـُهْ

و عــارٌ كما الأسمالُ تـنزعُهُُ الصَّبا يـُمَـزِّقـُهُ صدرُ الجِهـادِ و كـاهِــلـُهْ

فـما العُـمْـرُ إلا كالسّـنـابـلِ إنْ يَـذقْ لهيبَ الخـَنا تـَحْصُدْ سنينا ًمـناجِلـُهْ

عـدوٌّ يدوسُ الحُـبَّ عُـشْبَ حكـايـةٍ و تـصلِبُ أقمارَ الصّمـودِ جحافِـلـُهْ

يـُحاصرُ أنـْفـاسَ الجـبـالِ و يـتـّقـي نــزيـفَ هِـضابٍ بالـرّزايا تـُبـادلـُهْ

فلا حجبَـتْ ضوءَ الخُـلـود سجـونُهُ و لا كسَرَتْ جِـيـدَ الفِـداءِ سلاسـلـُهْ

يـفِـرُّ إلى بـحـرِ اللـُّحـونِ سـفــيـنـة ً و تــَقــْذِفـُهُ بالـذكـْرياتِ سـواحِـلـُـهْ

فـإنْ صدَّ موجَ النّصرِ أغـْرقَهُ الأسى و إنْ عادَ للأوراسِ فالخوفُ قاتلُهْ

و إنْ عـافَ بـوحاً طـاردتـْـهُ رمالـُـهُ و إنْ سـَلَّ جُرحاً أغـْمـدتـْـهُ قبائلُهْ

يـكــادُ شـهــيــدٌ أنْ يـُبــرْعــمَ عــزَّهُ لتـُثمِرَ في غصن الزمان شمـائلُهْ

يـنامُ هِـلالاً في اخْــضرار ســمــائهِ و يحـْمرُّ نجماً كُلـّما ابْيَضَّ شائلُهْْ

و ينمو وفاءٌ وارفَ الحُـبّ و المُـنى لـتـقرأ ظلَّ الوشـوشاتِ رسائـلـُـهْ

إذا قـــرأ الـتـاريـخُ وجــهَ مُـجاهـــدٍ أضاءَتْ تقاسيمَ الحروفِ فواصلُهْ