تاريخي بعنوان

عصر النهضة

الفن

عصر النهضة في التاريخ الأوروبي يمثل الفترة التي انتهت فيها العصور الوسطى وبدأ فيها العالم الحديث بالنمو. إنها تمثل نهضة حضارية من القرن الرابع عشر إلى منتصف القرن السابع عشر. سد عصر النهضة المبكر وخاصة في إيطاليا الثغرة الفنية في القرن الخامس عشر، بين القرون الوسطى وعصر النهضة العليا. ومن المعروف عموما أن عصر النهضة في أوروبا الشمالية نضج في وقت لاحق، في القرن السادس عشر.[] واحدة من السمات المميزة لفن عصر النهضة كانت تطويره للمنظور الخطي الواقعي للغاية. ينسب إلى جوتو دي بوندوني (1267-1337) الفضل كأول من تعامل مع اللوحة كنافذة إلى الفضاء، ولكن ذلك لم يكن إلّا بعد الشروحات الخاصة بالمهندس المعماري فيليبو برونليسكي (1377-1446)، وكتابات ليون باتيستا ألبيرتي (1404-1472) اللاحقة، وهذا المنظور أصبح يعتبر رسمياً كتقنية فنية.[] كان وضع منظور أوسع جزء من الاتجاه نحو الواقعية في مجال الفنون.] تحقيقاً لهذه الغاية، طور الرسامون أيضاً تقنيات أخرى مثل: دراسة الضوء، والظل كما اشتهر بها ليوناردو دا فينشي، وأيضاً علم التشريح البشري. هذا التغيير الذي طرأ على المنهج الفنّي جدد الرغبة في تصوير جمال الطبيعة، وكشف بديهيات علم الجمال وتمثل أعمال ليوناردو دا فينشي، ميكيلانجيلو، ورفائيل ذروة هذا التغيير والذي سيقتدي به العديد من الفنانين في المستقبل.[] وأيضا من الفنانين الجديرين بالذكر ساندرو بوتيتشيلي الذي عمل كرسام للميديشي في مدينة فلورنسا، ودوناتيلو هو الآخر فنان من مدينة فلورنسا، ومن مدينة البندقية يأتي الفنان تيتيان، وغيرهم.
في نفس الوقت، وبالتحديد في هولندا كان هناك نشاط وتطور ثقافي فنّي ملحوظ، وكانت أعمال الفنانَين الهولنديَين هوغو فان دير جوس ويان فان آيك لها تأثير واضح في تطور الرسم في إيطاليا، وكلا المدرستين الإيطالية والهولندية تستخدم نفس التقنية والأدوات الفنية كالطلاء الزيتي والقماش، وأيضا لهما نفس الأسلوب والذي يقوم على تصوير الطبيعة. في وقت لاحق، ألهم عمل بيتر بروغل الأكبر الفنانين على تصوير موضوعات الحياة اليومية.[]


بورتريه شخصي لليوناردو دا فينشي، أعماله مثل موناليزا والعشاء الأخير والرجل الفيتروفي أمثلة على فن عصر النهضة
وفي مجال فن العمارة يبرز فيليبو برونليسكي الذي درس المباني الإغريقية القديمة، وأعاد اكتشاف معلومات تعود للكاتب والمهندس الإغريقي فيتروفيو الذي عاش في القرن الأول الميلادي وصنع فيليبو طفرة في مجال الرياضيات، وشكل نموذج المباني الذي اشتهر بها عصر النهضة والتي حاكى فيها النموذج الإغريقي. وأهم الخطى التي خطاها فيليبو برونليسكي في مجال الهندسة المعمارية هو تصميمه وبنائه للقبة الكاتدرائية في مدينة فلورنسا.[] يُقال أن أول مبنى لإثبات هذا هو كنيسة القديس أندرو التي بناها البرتي في مانتوفا. كان العمل المعماري الاستثنائي في عصر النهضة السامي هو إعادة بناء كاتدرائية القديس بطرس، والجمع بين مهارات دوناتو برامانتي، ميكيلانجيلو، رفائيل، سنقالو وماديرنو.
تم استخدام أنواع ترتيبات الرومان للأعمدة: توسكان، دوريسي، أيوني، كورنثي ومركب. يمكن لهذه الأعمدة أن تكون إما هيكلية، أو دعامة لممر أو عتب، أو مجرد ديكور فقط، مقابل جدار على شكل أعمدة متوجة. خلال عصر النهضة، كان المهندسون المعماريون يهدفون إلى استخدام الأعمدة، الأعمدة المتوجة، والأسطح المعمدة كنظام متكامل. أول المباني التي استخدمت الأعمدة كنظام متكامل كانت في الخزانة القديمة (1421-1440) من قبل فيليبو برونليسكي.[وغالبا ما تستخدم الأقواس، أنصاف الداوائر أو القطعيات (كما في أسلوب المانييريزمو) في الممرات، وتكون مدعّمة على أرصفة أو أعمدة ذات تيجان. قد يكون هناك جزء من السطح المعمد بين العاصمة والظهور من القوس. ألبيرتي كان من الأوائل اللذين استخدموا القوس على النصب التذكارية. تميزت أسقف مباني عصر النهضة بتقوسها الذي لم يتخللها أقواس بارزة فهي نصف دائرية، أو قطَعية على مخطط مربع، على عكس الأسقف القوطية التي تكون عادة مستطيلة.
لم يكن فنانو عصر النهضة وثنيين لكنهم كانوا معجين بالعصور القديمة وأبقوا أيضا على بعض أفكار ورموز العصور الوسطى. نيكولا بيسانو (1220-1278) قلد الشكل والنمط الكلاسيكي في تصويره لمشاهد من الكتاب المقدس. لوحة "البشارة" في سُدّة الوعظ بمعمودية بيزا، التي رسمها بيسانو نيكولا، تدل على أن النماذج الكلاسيكية أثرت في الفن الإيطالي قبل عصر النهضة وتجذرت كحركة أدبية