أسباب الإرهاب
"هناك عوامل قد تهيئ لحدوث الفرصة السانحة للسلوك الإرهابي ومن هذه العوامل ما يأتي :
1- تردي الظروف الاقتصادية والاجتماعية.
2- قيام أنماط من السلوك المشابهة في بقاع أخرى من العالم.
3- عدم وجود منافذ للجوار.
4- القناعة باستحالة تغيير الواقع بأي وسيلة أخرى.
5- وجود رموز فكرية تُنَظَّر للسلوك المنحرف.
6- التطرف على المستويات الثلاثة السابق ذكرها( اليوسف ، 1425هـ ، ص 14 ) .
7-" اتباع الفتاوى الشاذة والأقوال الضعيفة والواهية، وأخذ الفتاوى والتوجيهات ممن لا يوثق بعلمه أو دينه، والتعصب لها. مما يؤدي إلى الإخلال بالأمن وشيوع الفوضى وتوهين أمر السلطان الذي به قوام أمر الناس وصلاح أمور معاشهم وحفظ دينهم.
8- التطرف في محاربة الدين وتناوله بالتجريح والسخرية والاستهزاء والتصريح بإبعاده عن شؤون الحياة، والتغاضي عن تهجم الملحدين والمنحرفين عليه وتنقصهم لعلمائه أو كتبه ومراجعه وتزهيدهم في تعلمه وتعليمه.
9- العوائق التي تقام في بعض المجتمعات الإسلامية في وجه الدعوة الصادقة إلى الدين الصحيح النقي المستند إلى الكتاب والسنة وأصول الشرع المعتبرة على وفق فهم سلف هذه الأمة من الصحابة والتابعين والأئمة المعتبرين. فإن التدين فطرة فطر الله عباده عليها، ولا غنى لهم عنه، فمتى حرموا من العلم بالدين الصحيح والعمل به تفرقت بهم السبل وتلقفوا كل خرافة وتبعوا كل هوى مطاع وشح متبع.
10- الظلم الاجتماعي في بعض المجتمعات ؛ وعدم التمتع بالخدمات الأساسية، كالتعليم والعلاج، والعمل، أو انتشار البطالة وشح فرص العمل، أو تدهور الاقتصاد وتدني مداخيل الأفراد، فكل ذلك من أسباب التذمر والمعاناة، مما قد يفضي إلى ما لا تحمد عقباه من أعمال إجرامية.
11- عدم تحكيم الشريعة الإسلامية في بلاد غالبية سكانها من المسلمين، وإحلال قوانين وضعية محلها مع وفاء الشريعة بمصالح العباد وكمالها في تحقيق العدالة للمسلمين وغيرهم ممن يستظل بظلها، ويتمتع برعايتها، كيف لا وهي شرع الله الذي(لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) (سورة فصلت أية 42)
12- نزعة التسلط وشهوة التصدر التي قد تدفع ببعض المغامرين إلى نشر الفوضى وزعزعة أمن البلاد، تمهيداً لتحقيق مآربهم غير آبهين بشرع ولا نظام ولا بيعة. " ( العبد الجبار ، د: ت ، ص 235 )
ويرى فرج ( 1426هـ ، ص 26 ) أن أسباب الإرهاب تنقسم إلى قسمين :
أولاً : ألأسباب العامة بظاهرة الإرهاب في العالم :
1-أسباب جغرافية :
كاتساع حدود الدول بالنسبة للقوات المسلحة وأجهزة الأمن بها والتي تتسم بالضعف والانتماءات الطائفية لقياداتها ، وتوفر أماكن وتضاريس معينة ومناطق عشوائية تصلح كمخابئ للمترددين وتسهل العمليات الإرهابية .

2-أسباب سياسية :
كالرغبة في تنبيه الرأي العالمي نحو مشكلة يهتم بها المنفذون للعملية الإرهابية ، أو التأثير على القرارات السياسية ، والسياسة الدولية وعدم قدرتها على وضع حد للظلم والاضطهاد والعنصرية والاحتلال ، واستخدام الدول الكبرى لحق النقض ( الفيتو ) ضد أي قرار يصدر لصالح الدول المحتلة والشعوب المستضعفة ، وغياب الديموقراطية والفراغ السياسي .
3-أسباب مرضية ونفسية :
كالفشل والعجز واليأس والإحباط والملل والحياة الروتينية التي يحياها كثير من الشباب ، وسيادة مشاعر الأنانية عند الأغنياء ، وعدم الاحترام المتبادل ، والبطالة ، والاختلالات العقلية التي تؤدي بدورها إلى العنف والحقد على المجتمع وأفراده والانتقام منهم .
4-أسباب إعلامية :
غالبية وسائل الإعلام غارقة في برامج بعيدة عن واقع المسلمين المعاصر ، وبعيدة عن تطلعات الشباب وتلمس احتياجاتهم ومناقشة مشكلاتهم ، وبث الوعي الديني الصحيح مما يجعلها تساهم بشكل أو بآخر في تغذية الشعور بالتطرف والإرهاب .
5-أسباب اقتصادية :
الأزمات الاقتصادية للدول والمجتمعات المطحونة من الأسباب الخطيرة والمحركة لموجات الإرهاب في العالم كما أن التقدم العلمي والتكنولوجي للأنظمة المصرفية في العالم زاد من سهولة انتقال وتحويل الأموال بين شبكات الإرهابيين ولا ننسى معاناة الأفراد في دول العالم الثالث من مشكلات اقتصادية تتعلق بالإسكان والديون والبطالة والفقر والتضخم في الأسعار والمواصلات والصحة .
6-أسباب أسرية :
التفكك الأسري ، وغياب الدور الرقابي للوالدين على الأبناء ، وسوء المعاملة الوالدية ، والتدليل الزائد من الوالدين أو الإهمال ، وغياب لغة الحوار مع الأبناء وإشراكهم في اتخاذ القرارات خاصة إذا كانت تتعلق مباشرة بمصيرهم كالتعليم والعمل والزواج وغيرها .
7-جماعة الأصدقاء :
وهي من أهم العوامل التي تؤدي بالفرد إلى الانخراط في جماعات التطرف والإرهاب لما لها من دور في التأثير والتحريض ، وانخراط الشباب في هذه الجماعات يكون أحياناً بدافع الصداقة أو المصلحة المالية أو نتيجة التأثير والإيحاء من الأصدقاء .
8-أسباب تربوية :
نقص وضعف الثقافة الدينية في المناهج التعليمية من الابتدائي وحتى الجامعة في معظم البلاد الإسلامية ، والاعتماد على طرائق تدريس تقليدية كالتلقين والحفظ وإغفال طرائق التدريس التي تنمي الحوار والابداع والتحليل والتخيل ، كذلك إسناد المواد الدينية لغير المتخصصين في العلوم الشرعية وعدم وضع برامج تربوية لمواجهة التحديات الداخلية والخارجية ومنها الإرهاب ، ولا ننسى التطرف في تدريس المواد الدينية وفهمها بطريقة لا تتفق مع أهداف تعليمها وتعلمها ، كل ذلك هيأ لخروج تيارات متطرفة انتهى بها الحال إلى اللجوء إلى العنف والإرهاب كوسيلة لتحقيق أغراضهم .
9-أسباب فكرية :
يعاني العالم الإسلامي اليوم من انقسامات فكرية حادة بين تيارات مختلفة ، وأبرز هذه التيارات : تيار علماني يدعو إلى بناء الحياة على أساس علماني بمنأى عن القيود الشرعية والتقاليد والقيم الاجتماعية ، وفي الجانب الآخر نجد التيار الديني المتطرف البعيد عن الوسطية والاعتدال ، وكل جانب يرفض فكر الآخر ويقاومه وينظر إليه نظرة ريب وشك ، وقد أوحى هذا الوضع لبعض المتطرفين من جهلة المسلمين لسلوك طريق الإرهاب الذي لا يقره الدين ولا يتفق مع أي توجه حضاري . " (فرج ،1426هـ ، ص 26 )

ثانياً : الأسباب الخاصة :
"1-نقص التربية الدينية في بعض المجتمعات الإسلامية .
2-إساءة الطريقة والأسلوب التربوي في توصيل الثقافة الدينية .
3-الجهل بالدين وبفقه العصر ومقتضياته أدى بالشباب إلى إصدار الفتاوى والأحكام والاستشهادات المختلفة للنصوص دون الرجوع للمختصين في العلوم الشرعية .
4-التطورات على الساحة الإسلامية والمتغيرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية .
5-الفراغ الديني لدى الشباب وانشغالهم بمسائل فرعية وخلافية في الدين .
6-عدم فهم حقيقة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ومن بيده تغيير المنكر بالقوة .
7-الخضوع التام والطاعة العمياء لقادة الجماعات الإرهابية في بعض المجتمعات الإسلامية وذلك أيضاً لسد حاجاتهم المادية .
8-عدم المشاركة الإيجابية في الحياة الاجتماعية . " ( المصدر السابق ، ص32 ) .


.