الأم

ليلة البارحة ، جلست الي تصف الرحلة المدرسية التي ذهبت اليها بالأمس
ابنتي ذات العشرون عاما كانت تتكلم بنصف وعي ،
لكأنها لا تخاطبني ، كان حديثها خليط من الهذيان و التصوف
قالت لي اني كنت أصاب بالنعاس كلما ركزت في أمواجه ، كنت
دائما أتجاهل النظر اليه ، و عندما تلامس أطراف أصابعي
تسري في جسدي قشعريرة من أخمص قدمي الي مفرق رأسي ،
أحسه يجذبني الي اعماقه حين يتراجع مقهقها
اما النسيم هو الاخر
كان يداعب خصلات شعري بلطف و يمسح على خدي
بحنان وعطف ، ثم همهمت لفترة لم أتبين ما قالت
قامت تتوكأ على مسطرتها الضخمة
همست من عالمها الغيبي ، تصبحين
على خير أمي ، لم أدرك حتى هذة اللحظة عما كانت تتكلم
فجأة عدت الى صوابي و رشدي
ناديتها ، فالتفت ، قلت لها أي
بنيتي ، ما كان هكذا البحر حين عرفته
و لا كان أبوك لما عشقته
هرولت الفتاة الى حجرتها يسابقها الخجل!