الشيوعية مصطلح ذو مدلولات متعددة، فقد يكون شكلاً لحكومة،أو نظامًا اقتصاديًا، أو حركة ثورية، أو طريقة حياة، أو هدفًا أو مثلاً أعلى. وهي مجموعة أفكار عن كيف ولماذا تحركت أحداث التاريخ وفي أي اتجاه جرت. وقد طور هذه الأفكار بشكل رئيسي فلاديمير لينين الذي كان قائدًا ثوريًا روسيًا في مطلع القرن العشرين الميلادي وذلك بالاعتماد على كتابات كارل ماركس.

أصبحت الشيوعية إحدى أكبر القوى في العالم التي شكلت أحداث التاريخ بعد البدايات الأولى للقرن العشرين.

تشير الأدبيات الماركسية إلى أن الهدف البعيد للشيوعية هو إقامة مجتمع تسوده المساواة بين المواطنين ويتحقق فيه الأمن الاقتصادي للجميع. وقد نادى الشيوعيون بأن تمتلك الحكومة الممثلة للطبقة العاملة المصانع والآلات ووسائل الإنتاج الأساسية الأخرى بدلاً من الأفراد، وبأن تقوم هذه الحكومة بالتخطيط للأنشطة الاقتصادية.

وتتراوح أساليب الوصول إلى السلطة والمحافظة على استمراريتها بين العنف الثوري وبين الدعاية والتعليم. وحتى الثمانينيات من القرن العشرين كانت الدول الشيوعية دولاً دكتاتورية لا يسمح حكامها بالتعددية الفكرية أو الحزبية

وكثيرًا ما يتم الخلط بين مصطلحي الشيوعية والاشتراكية، فالشيوعيون يشيرون إلى معتقداتهم وأهدافهم على أنها اشتراكية، وقد استخدموا هذه الكلمة في الشعارات الرسمية لجمهورياتهم، في حين لا يعتبر الاشتراكيون الذين يسمون غالبًا الديمقراطيين الاشتراكيين أنفسهم شيوعيين. فالاشتراكية قد ترتكز أو لا ترتكز على تعاليم ماركس، ولكن معتقدات الاشتراكيين لا ترتكز على تعاليم لينين. وترتكز الشيوعية على تعاليم كل من ماركس ولينين. ويسعى كل من الشيوعيين والاشتراكيين إلى أن تكون الملكية عامة و إلى تنظيم وسائل الإنتاج الرئيسية. وفي الوقت الذي يحبذ فيه الاشتراكيون الوصول إلى أهدافهم بالوسائل السلمية والقانونية، فإنهم لا يعارضون استخدام القوة في تحقيق أهدافهم.