لقد قرأ شامبليون النص اليوناني وفهم مضمونه وقرأ اسم الملك بطليموس، والواضح أنه سلك منهج الاعتماد على أسماء الإعلام غير القابلة للتغير فى كل اللغات باستثناء نطق بعض الحروف، وتحرك من فرضية بأن هذا المرسوم الذي صدر في عهد الملك بطلميوس الخامس عام 196 ق.م. لابد أنه قد كتب إلى جانب اليونانية بخطين من خطوط اللغة الوطنية، ولابد أن اسم بطلميوس بالخطين باليونانية سوف يكون الهيروغليفي والديموطيقي. وفي ضوء معرفة شامبليون بالخطوط القديمة ودراسته للقبطية على اعتبار أنها ما اتضح فيما بعد المرحلة الأخيرة من مراحل اللغة المصرية القديمة، وفي ظل إدراكه بأن الحروف الساكنة لأسماء الأعلام لا تتغير مهما تعددت اللغات التي كتبت بهاغير أن الصعوبة سوف تتمثل في حروف الحركة التي تحدد نطق السواكن بالفتحة أو بالضمة أو بالكسرة. ولخلو اللغة المصرية القديمة من حروف الحركة يجيء الاختلاف في نطق السواكن، إلا أن القبطية التي ظهرت فيها حروف الحركة حسمت الأمر إلى حد كبير. تضمن حجر رشيد “خرطوشاً” واحدًا تكرر ست مرات ضم اسم الملك بطلميوس وهو الاسم الذي ورد على مسلة “فيلة” بالإضافة إلى اسم كيلوباترا. سجل شامبليون العلامات الواردة في خرطوش بطلميوس ورقمها وفعل نفس الشيء بالنسبة لخرطوش كليوباترا الوارد على مسلة فيلة نظرًا لاشتراك الاسمين في القيمة الصوتية لبعض العلامات كالباء والتاء واللام. وسجل نفس الاسمين باليونانية ورقم كل حرف منها، وقابل العلامة الأولى من اسم بطليموس بالهيروغليفية وما يقابلها في اسمه باليونانية في إطار المنهج الذي أشرت إليه من قبل، والذي مؤداه أن الثوابت في أسماء الأعلام لا تتغير وبذلك أمكن له أن يتعرف على القيمة الصوتية لبعض العلامات الهيروغليفية اعتمادًا على قيمتها في اليونانية. وبمزيد من الدراسات المقارنة تمكن شامبليون من أن يتعرف على القيمة الصوتية لكثير من العلامات. وفي عام 1822 أعلن شامبليون على العالم من باريس أنه تمكن من فك رموز اللغة المصرية القديمة، وأن بنية الكلمة في اللغة المصرية لا تقوم على أبجدية وإنما تقوم على علامات تعطي القيمة الصوتية لحرف واحد وأخرى لاثنين وثالثة لثلاثة، وأكد استخدام المخصصات في نهاية المفردات لتحديد معنى الكلمة.