تنظيم القاعدة يتبنّى الهجوم على وزير الداخلية التونسي



قالت السلطات التونسية أمس الجمعة إن قوات الأمن قتلت اثنين من المسلّحين الإسلاميين قرب الحدود في تبادل لإطلاق نار بعد أسبوعين من مهاجمة متشدّدين إسلاميين منزل عائلة وزير الداخلية·
في نهاية الشهر الماضي قتل أربعة من قوات الشرطة بعد أن فتح مسلّحون إسلاميون النّار على منزل عائلة وزير الداخلية لطفي بن جدو بمدينة القصرين· وقال محمد علي العروي المتحدّث باسم وزارة الداخلية (قواتنا قتلت اثنين من المجموعة الإرهابية في جندوبة)، وأضاف أن تبادل إطلاق النّار مع المتشدّدين الإسلاميين اندلع في وقت متأخّر دون الإدلاء بمزيد من التفاصيل· وبدأت القوات المسلّحة التونسية هجوما واسعا في جبال الشعانبي في المنطقة الغربية من البلاد بالقرب من الحدود، والتي يحتمي بها متشدّدون إسلاميون· وأنصار الشريعة -التي أدرجتها الولايات المتّحدة في قائمتها للمنظّمات الإرهابية- إحدى الحركات الإسلامية المتشددة التي ظهرت بعد أولى انتفاضات (الربيع العربي) في تونس في 2011، والتي أطاحت بالرئيس السابق زين العابدين بن علي· ويقود سيف اللّه بن حسين المعروف أيضا باسم أبو عياض وهو مقاتل سابق في أفغانستان تنظيم أنصار الشريعة المتّهم باقتحام السفارة الأمريكية في 2012·
ويعلن أنصار الشريعة الولاء لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي· وتسير عملية الانتقال السياسي قُدما في البلد الواقع في شمال إفريقيا منذ الانتفاضة، لكن السلطات التونسية قلقة من احتمالات امتداد الاضطرابات في ليبيا المجاورة حيث تمكّن إسلاميون متشدّدون من اكتساب موطئ قدم· وفي جانب آخر، اعلن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي أمس الجمعة مسؤوليته عن الهجوم على منزل وزير الداخلية التونسي لطفي بن جدو في 28 ماي وأسفر عن مقتل أربعة من رجال الأمن، في أوّل تبنّ له لعملية في تونس· وقال التنظيم في بيان نشر على منتدى يستخدمه لنشر إعلاناته إن (سرية من أسود القيروان انطلقت لقطف رأس المجرم لطفي بن جدو في عقر داره بمدينة القصرين، فمكنهم اللّه من القضاء على عدد من حرسه الخاص واصابة آخرين وغنم اسلحتهم، وأضاف (إن نجا هذا المجرم هذه المرّة فلن ينجو بإذن اللّه من القادمة)· وليل 27 إلى 28 ماي هاجم إسلاميون متطرّفون منزل بن جدو، ممّا أدّى إلى مقتل أربعة من عناصر الأمن وجرح اثنين آخرين· واعتبر وزير الداخلية التونسي هذه العملية ردّا (انتقاميا) على (سلسلة نجاحات) أمنية قال إن تونس حقّقتها مؤخّرا في مجال (مكافحة الارهاب)·
من جهة أخرى، أقرّ التنظيم للمرّة الأولى بأن المسلّحين الذين تطاردهم السلطات التونسية منذ سنة ونصف السنة ينتمون إلى القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، معترفا بذلك بما تؤكّده السلطات التونسية منذ أشهر· وقال البيان ان (الجيش التونسي باشر عمليات ضخمة على المجاهدين بجبل الشعانبي، ممّا اضطرّ أسود الإسلام إلى ضرب قافلة عسكرية لعلهم يذكرون وينتهون)· وتطارد السلطات التونسية منذ ديسمبر 2012 مجموعة مسلّحة متحصّنة في جبل الشعانبي (أعلى قمّة في تونس 1544 متر) التابع لولاية القصرين المحاذية للحدود مع الجزائر· وقتل أكثر من عشرين من عناصر الجيش والحرس الوطنيين في هذه المنطقة في انفجار الغام زرعها المسلّحون، ورغم القصف الجوي المنتظم والعمليات البرّية لم تتمكّن القوات التونسية حتى الآن من السيطرة على هذه المجموعة المتحصّنة في تضاريس وعرة زرعتها ألغا