الايمان بالقدر





كان أحد الصالحين مبتلى في أولاده ، فكلما جاءه ولد وترعرع قليلاً وفرح به خطفه الموت ، وتركه حزيناً كسير القلب ، ولكن الرجل لشدة إيمانه لا يملك إلا أن يحتسب ويصبر
ويقول ( لله ما أعطى ولله ما أخذ ، اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خيراً منها ) حتى كان الولد الثالث وبعد سنوات مرض الولد واشتد به المرض وأشرف على الموت ، والأب إلى جواره تدمع عينه ، فأخذته سنة من النوم فرأى في منامه أن القيامة قد قامت ، وأن أهوال القيامة قد برزت فرأى الصراط وقد ضرب على متن جهنم واستعد الناس للعبور ، ورأى الرجل نفسه
فوق الصراط ، وأراد أن يمضي فخشي الوقوع فجاءه ولده الأول الذي مات يجري
وقال : أنا أسندك يا أبتاه ، وبدأ الأب يسير ولكنه خشي أن يقع من الناحية الأخرى فرأى ولده الثاني يأتيه ويمسك بيده من الناحية الثانية ، وفرح الرجل أيما فرح ، وبعد أن مضى قليلاً شعر بعطش شديد ، فطلب من أحد ولديه أن
يسقيه . قالا: لا إن أحدنا إن تركك وقعت في النار فماذا نفعل . قال أحدهما :
يا أبي لو كان أخونا الثالث معنا لسقاك الآن . وتنبه الرجل من نومه مذعوراً يحمد الله على أنه لا يزال على قيد الحياة ولم تحن القيامة بعد ،
وحانت منه التفاته نحو ولده المريض بجانبه فإذا هو قد قبض (مات) فصاح :
الحمد لله لقد ادخرتك ذخراً وأجراً وأنت فرطي على الصراط يوم القيامة ،
وكان موته برداً وسلاماً على قلبه .

اصبر لكل مصيبة وتجلَّدِ ......... واعلم بأن المرء غير مخلّد

وإذا ذكرت محمدًا ومصابَهُ........ فاذكر مصابك بالنبي محمّدِ