المنتج هانى جرجس فوزي:
- الدولة لا تهتم بالسينما لا كصناعة ولا كترفيه
- الدولة تعوق السينما 

المخرج فهمى الخولى:
- تجار السينما يسيطرون عليها 
- لم يبق لمصر إلا مسرح الدولة

الناقد نادر عدلى :
- لو اهتمت الدولة بالسينما كصناعة لأدركت إلى أى مدى يمكن أن تحقق دخلا

التحديات التي تواجه الشعب المصرى ورئيسه قد لا تكون القوة الصلبة وحدها كافية للتغلب عليها لذا فعلينا بالقوة الناعمة، ومن المؤسف ما آلت إليه السينما المصرية الآن، هذا الوجه الأكثر إشراقا من بين أوجه القوة الناعمة الذي أصبح في حاجة إلى ثورة يعيد بها مكانته كأحد عناصر القوة الناعمة قدرة على بناء أى وطن.

 لماذا لا تهتم الدولة بالسينما كصناعة وليس ترفيه؟ ونقاد وسينمائيون يجيبون كالآتي..

قال المنتج هانى جرجس فوزى إن الدولة لا تهتم بالسينما لا كصناعة ولا كترفيه فماذا تقدم الدولة للسينما فى مصر؟! لا شيء فلا هى تفتح دور عرض جديدة, ولا تدعم الأفلام بشكل مستمر ولا تنتج أفلاما ولا تشجعها ولا تنشئ معاهد سينما ولا تبني إستوديوهات.

على العكس فالدولة تقوم بعمل ما يعوق السينما فى مصر مثل وضع جمارك على المعدات السينمائية, وترفع أسعار الأماكن التى يمكن التسويق فيها مثل الهرم والمطار والمناطق الأثرية, وحتى التصوير نفسه فى الشارع يحتاج تأمين من الداخلية فكان ذلك يتم مجانًا فى الماضي أما الآن فيتم دفع أجر لذلك.

وتابع: فى عهد عبد الناصر كان هناك إهتمام بالسينما كصناعة أكثر من الآن وكان يوجد شركة تسمي الهيئة العامة للسينما أنتجت أفضل أفلام السينما المصرية مثل أفلام يوسف شاهين, وصلاح أبو سيف وحسين كمال مثل شيء من الخوف, والمستحيل, والأرض، أما فى عهد مبارك لم يكن يحب السينما ولا الفن بل كان مهتم بالرياضة إلى حد ما والكرة بالذات وبالتالى فقد قضي على أى دعم للدولة للسينما عكس السادات.

وأكمل: السينما واجهة حضارية لمصر ومتفائل بالفترة القادمة سينمائيًا لكن توجد أولويات مهمة فى مصر يتم الإهتمام بها أولاً فلا يمكن أن نطالب الدولة بدعم السينما وسط كل تلك الهموم والمشاكل، فقد إجتمع الفنانون مع رئيس الوزراء وحدث إتفاق للإهتمام بالسينما وتمويلها.

أما المخرج فهمى الخولى فقال إن السينما من وسائل القوى الناعمة لكن الدولة لا تهتم بها فتجار السينما وهم بعيدين عنها يسيطرون عليها وتعتبر بالنسبة لهم تجارة ويقومون بتطبيق ما تمليه عليهم شركة الإعلانات من ضرورة وجود نجم معين.

وأضاف: لم يبق لمصر إلا مسرح الدولة والقيادات التى تديره فاشلة ولا يوجد لهاتاريخ فى إدارة المسرح عكس ما كان يحدث فى الماضي من وجود نجوم كبار فى هيئة المسرح من محمود ياسين, وكرم مطاوع, والسيد راضي وقبلهم قمم فنية مثل نبيل الألفى وحمدى غيث, وعبد الحميد الزرقانى, وسعد أردش, وكرم مطاوع فمصر فى إنحدار والدولة غير مهتمة تمامًا .

أما الناقد نادر عدلى فقال ان الدولة لا تهتم بالسينما لا كصناعة ولا كترفيه وإلا لو كانت تعتنى بها كصناعة لأدركت إلى أى مدى يمكن أن تحقق أرباحًا ودخلاً لميزانية الدولة سواء عن طريق الضرائب فى دور العرض أو عن طريق الضرائب التى يصنعها صناع السينما أو تصدير الأفلام بالإضافة إلى ما تربحه من تشغيل الإستوديوهات والمعامل فهى لم تدرك ذلك .

عكس السينما الأمريكية التى تعتبر صناعة السينما من الدخل الثالث أوالرابع لخزينة الدولة, بالإضافة إلى إنها تعتبرها قوى ناعمة إستطاعت من خلالها تغزو كل العالم بما تريده من أفكار وسلوكيات وحتى فيما يتعلق بالملابس وطبيعة الأكل وغير ذلك .

أما على مستوى الترفيه فيوميًا نجد سواء من الرقابة أو من الرأى العام نتيجة إتجاه الدولة على ما توصف به السينما من الحلال والحرام وما يجب أن يقدم وما يجب ألا يقدم, والأعمال الإستهلاكية ومهاجمة أفلام السبكي وغير ذلك فكلذلك يعطى إنطباع نهائي لدى القاريء, والمشاهد كأن هذه السلعة رديئة وغير مرغوب فيها وغير أخلاقية .

وبالتالى تخسر الدولة فى مصر مرتين.. مرة على مستوى الصناعة والمكسب السريع المادى, ومرة على مستوى الثقافة لأن السينما ليست كالأعلام الذى تهتم به الدولة تقدم دائمًا ثقافة تجعل من فكر وخيال الإنسان أفضل مهما كان مستوى العمل الذى يقدم.