تأسست المملكة اليهودية حوالي سنة 1095 ق م وكان أول ملك عليهم طالوت ويسمى عهده وعهد داود وسليمان عليهما السلام بعهد الملوك الأول الذي انتهى بوفاة سليمان عليه السلام حوالي سنة 975ق م ،أما ما تلي عهد سليمان عليه السلام إلى زوال مملكة بني إسرائيل على يد بختنصر سنة 586ق م فيسمى بعهد الملوك الثاني ،وخلال حكم طالوت لبنى إسرائيل قادهم بشجاعة إلى كثير من المعارك التي دارت بينهم وبين أمم أخرى

ومن أشهر المعارك التي خاضها طالوت المعركة التي دارت بين بني، إسرائيل بقيادته وبين الفلسطينيين بقيادة جالوت وقد اشترك في هذه المعركة داود عليه السلام وتولى بنفسه قتل جالوت ، وملخص هذه المعركة كما جاءت في الإصحاح السابع عشر من سفر صموئيل الأول( أن الفلسطينيين تجمعوا للأخذ بثأرهم من بني إسرائيل فتصدى لهم طالوت بجنوده، وبرز من بين الفلسطينيين ،جالوت وتحدى بني إسرائيل أن ينازله أحد منهم وقال لهم، إن قدر أحد منكم أن يقتلني يصير الفلسطينيون لكم عبيدا، وإن أنا قتلته تصيرون أنتم عبيدا لنا، وارتاع شاؤل وبنو إسرائيل من هذا التحدي وانكمشوا عن الفارس الفلسطيني فبرز داود بعصاه ومقلاعه ورماه من مقلاعه بحجر فسقط جالوت على وجهه فسارع داود إليه وأخذ سيفه واجتز رأسه به ورأى الفلسطينيون أن جبارهم قد مات ،فهربوا ولحقهم بنو إسرائيل ففتكوا بهم ونهبوا معسكرهم )

وفى سورة البقرة آيات كريمة تشير لقصة اختيار طالوت ملكا على بني إسرائيل والى المعركة التي دارت بينهم وبين جالوت وجنوده وهى قوله تعالى{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى? إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ? قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا ? قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا ? فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ ? وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (246) }البقرة

ثم حكي القرآن الكريم قصة اختيار طالوت ملكا عليهم واعتراضهم على ذلك فقال تعالى { وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا ? قَالُوا أَنَّى? يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ ? قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ? وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ ? وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (247)} البقرة ،ثم بيَّن الله تعالى أن نبيهم أخبرهم بأن طالوت سيأتيهم بعلامة تدل على صلاحيته للملك لكي تثبت نفوسهم وتطمئن قلوبهم فقال سبحانه{ وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى? وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ ? إِنَّ فِي ذَ?لِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (248)} البقرة (وبقية) هي رضاض الألواح وعصا موسى وثيابه وشئ من التوراة ، وكان رفعه الله تعالى بعد موسى عليه السلام فنزلت به الملائكة تحمله وهم ينظرون إليه فكان ذلك آية لاصطفاء الله طالوت ،وقيل كان مع موسى ومع أنبياء بني إسرائيل بعده يستفتحون به فلما غيرت بنو إسرائيل غلبهم عليه الكفار فكان في أرض جالوت ،فلما أراد الله أن يملك طالوت أصاب جالوت قومه ببلاء حتى هلكت خمس مدائن فقالوا، هذا بسبب التابوت بين أظهرنا ،فوضعوه على ثورين فساقتهما الملائكة إلى طالوت فإن قلت من ،آل موسى وآل هارون ، قلت الأنبياء من بني يعقوب بعدهما

أما ما حصل بين طالوت وداود عليه السلام بعد تلك المعركة التي قتل فيها داود جالوت ، فتذكر أسفار التوراة أن داود عليه السلام بعد قتله لجالوت ملأ أعين الناس وأذهانهم وقلوبهم ، وأخذوا يتقربون منه وان طالوت زوجه ابنته ،ميكال وجعله قائدا لرجال حربه ، وأن صداقة قوية ربطت بين داود عليه السلام وبين يوناثان ابن طالوت

ثم تذكر بعد ذلك أن نزاعا وقع بين طالوت وداود عليه أدى إلى أن داود عليه السلام ترك طالوت وهاجر إلى أرض الفلسطينيين، ثم أن الفلسطينيين انتهزوا فرصة عدم وجود داود بجانب طالوت فعاودوا الغارات على بني إسرائيل وانتهت المعركة بمقتل طالوت ومقتل بعض أبنائه وهزيمة الإسرائيليين شر هزيمة، وبقى طالوت ملكا إلى يوم قتله فحكمه منفردا دام سنتين

قصة اختيار طالوت ملكا على بنى اسرائيل %D8%B6%D8%B9%20%D8%B1%D8%A7%D8%A8%D8%B7%20%D8%B5%D9%88%D8%B1%D8%A9%20%D9%81%D9%88%D9%82%20%D9%83%D9%88%D8%AF%20%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%82%D9%88%D9%82الموضوع الأصلي : قصة اختيار طالوت ملكا على بنى اسرائيل المصدر : شبكة دزاير سات الكاتب:Dzair-Sat