الادب الاسباني

سنتتبع في هذه المقالة تطور الأدب في اللغة الإسبانية منذ العصور المبكرة وحتى يومنا هذا في أسبانيا التي ستكون موضوع معرض الكتاب الذي سيعقد في كالكوتا عام 2006. ومن الجدير بالذكر أنه خلال المراحل المبكرة للحضارة، كانت إسبانيا مستعمرة من قبل العديد من القوى الإفريقية، الأوروبية والشرق أوسطية، مثل: القوقاز، السلتيين، الإغريق، الفينيقيين، القرطاجيين، الرومان والعرب. واستمر هذا الاحتلال الخارجي عبر مراحل التاريخ المختلفة حتى عام 1492 عندما أتم الأسبان الكاثوليك استرداد أسبانيا من ملوك المغرب وذلك في معركة غرناطة، وخلال مراحل الهيمنة الأجنبية، فرضت القوى المهيمنة لغتها وحضارتها على شبه الجزيرة الإيبرية، والتي كانت ـ في بعض الأحيان ـ تبلغ أعلى المستويات لتصبح محط إعجاب الأمم الأخرى ومثار حسدها في آن معاً.‏

قصائد "الخاركاس" Kharchas" هي الشكل الأول للأدب الأسباني، ويمكن ترجمتها ببساطة إلى قصائد شعبية، تمّ انتقالها شفهياً من جيل إلى آخر حتى اتخذت شكلاً مكتوباً في القرن الخامس عشر حيث تمّ توجيهها في تيارين مختلفين:‏

"الشعر المغنّى" و"الشعر المنسوخ". أما بالنسبة للشعر المغنى فقد اتخذ شكل (قصائد القرون الوسطى الملحمية). ودأب الشعراء على التجوال في الساحات العامة، والقلاع والقصور، وهم يقصون ويغنون حكايا الأبطال الأسطوريين أمثال: آل سيد، أبناء ملوك لارا، أو فرناند كونزالس.‏

دخل ميوسيد روي دياز مدينة بورغوس‏

برفقة سبعين فارساً من حملة اللواء،‏

خرج لرؤية الرجال والنساء،‏

النبلاء والبارونات على الشرفات،‏

الدموع تملأ مآقيهم، وغصّات الألم في حناجرهم.‏

ولد آل سيد رودريغو دياز في مدينة بورغوس عام 1043، وهو يعتبر بطلاً تاريخياً وأسطورياً في آن واحد، تمكن من انتزاع بلنسية من العرب، وتوّج نفسه ملكاً عليها وحكمها حتى موته.‏

أما القصائد المنسوخة فقد ظهرت في مدينة كاستيل في القرن الثالث عشر، ثم تلاشت مع بداية القرن الخامس عشر على أثر ظهور أشكال جديدة مستوردة من إيطاليا. من سماتها الأساسية: مقطع شعري يتألف من أربعة أسطر على قافية واحدة، وأربعة عشر مقطعاً، بالإضافة إلى استخدام لغة رفيعة ومألوفة، والكتابة عن مواضيع تاريخية ودينية ورومانسية