العصر الأندلسي >> صفي الدين الحلي >> إذا لم تعني في علاكَ المدائحُ،
إذا لم تعني في علاكَ المدائحُ،
رقم القصيدة : 19767
-----------------------------------
إذا لم تعني في علاكَ المدائحُ،
فمن أينَ لي عُذرٌ عن البُعدِ واضِحُ؟
وكيفَ اعتذاري بالقريضِ، وإنّما
عَهِدتُكَ تُغضي دائِماً وتُسامحُ
وإنّي على بُعدِ الدّيارِ وقُربِها،
أُطارِحُ فيكُمْ فِكرَتي وتُطارحُ
وأنظمُ أبكارَ المعاني وعونَها،
فإنْ لمْ أسِرْ سارَتْ إلَيكَ المَدائحُ
وإنّي لأهوى حاسديكَ لأنّها
تُفاتحُني عن ذِكرِكُمْ وأُفاتحُ
يسرونَ بالتذكارِ مغرى ً بذكركم،
يُبالغُ في أوصافِكمْ ويُناصِحُ
إذا سألوا عن سرّكم، فهوَ كاتمٌ؛
وإن سألوا عن فضلكم، فهو بائحُ
سقَى أرضَكم سارٍ منَ الوَبلِ سائحٌ،
وباكَرَها غادٍ من المُزنِ رائحُ