(صوموا لرؤيته، وافطروا لرؤيته) حديث شريف.

في هذا الحديث الشريف يطلب منا الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم، التأكد من دخول الشهر ونهايته، لبدء الصيام والانتهاء منه برؤية الهلال، حيث الرؤية هي وسيلة إلى العلم بذلك.
لكن ماذا لو كانت هناك وسائل أخرى هي أكثر تقدما من الناحية العلمية للعلم بدخول الشهر ونهايته، كالحسابات والمراصد الفلكية، هل تكون الوسيلة البدائية والتي هي الرؤية بالعين المجردة شرطا لصحة هذا العلم؟!، لا أظن ذلك. فالغاية من الرؤية بالعين هي العلم بدخول الشهر ونهايته، لا أقل ولا أكثر.
استمرار هذا الجدل مع كل عام يهل فيه شهر الصوم، هو تعبير عن تخلف الأمة الإسلامية، تخلفها عن فهم العلم والموقف منه، لا أحد يقول أن التقدم يوم أو التأخر يوم في الصوم هو المشكلة، المشكلة في موقفنا كمسلمين من العلم، وتصدير تخلفنا عنه كدين.
لست مع مزج العلم بالدين، فالعلم هو العلم حيث هو مسألة بحثية تظل خاضعة للبحث والتجريب قبل التوصل إلى حقائق معينة، فيما الإيمان واليقين هو المجال الذي يشتغل فيه الدين.
في هذه الحالة.. الصوم ودخول الشهر ونهايته، يمكن التمييز بين الأمرين ببساطة، حيث يكون الصوم مسألة دينية وإيمانية، لا يحتاج الالتزام به لأدلة ومحاججة علمية، لكن ما شأن العلم بدخول الشهر ونهايته بالدين، حين يمكن التوصل إلى ذلك بالطرق العلمية، بدائية كالرؤية بالعين المجردة، أو متقدمة كالعلم من خلال الحسابات والمراصد الفلكية..
العجز عن التمييز بين الأمرين، هو تعبير عن تخلف علمي، وان تلبس بالالتزام الديني.. والله من وراء القصد.