-ماذا أفعل إن لم أكن قد بدأت مع طفلي؟
إبدأ فوراً،ولكن بخطوات متدرجة تتناسب مع عمره، وظروفه؛ واستعن بالله ولا تيأس، فإنه "لا ييأس من رَوحِ اللهِ إلا القومُ الكافرون" صدق الله العظيم.
7- من تجارب الأمهات:
تحدثت أم عن تجربة أبيها وأمها في توجيهها وإخوتها ،فقد كان الأب يعود بعد كل صلاة جمعة،فيوجه حديثه للأم قائلاً:"هذا ما قاله لنا اليوم خطيب المسجد..."،فيقص عليها الكثير من القصص، ثم يخرج منها بالمواعظ والنصائح،متجاهلاً أولاده الذين يحملقون فيه وقد أصغوا باهتمام شديد لحديث(الكبار)،تقول الراوية:" فلما كبِِرتُ وتذكرت ما كان يقصه أبي، علمت أن بعض حديثه لا يمكن أن يكون قد قاله خطيب المسجد،وإنما كان موجهاً إلينا أنا وإخوتي،والعجيب أننا تاثرنا كثيراً بهذا الحديث غير المباشر،وكنا نحترم ربنا كثيراً، ونحبه، ونخاف من كل ما يمكن أن يقال عنه أنه "حرام"لأنه يغضب الله عز وجل،وأنا الآن أتبع نفس الأسلوب مع أولادي"
وتحدثت أم أخرى عن طفلتها التي كانت أصغر إخوانها،وكانوا لا يكفون عن مضايقتها طوال الوقت،فكانت تصحبها معها- وهي ابنة ثلاث سنوات- للدروس بالمسجد حمايةً لها منهم، فشبت هذه البنت- دوناً عن إخوتها- وهي تحب الله عز وجل وتخافه في السر والعلن، وتحفظ المعلومات التي سمعتها بالمسجد، بل وتحرص على الصلاة والصيام والتصدق بطيب نفس !!!
وقالت أم ثالثة:" كان أولادي يرفضون النوم في غرفتهم بمفردهم،فصرت أجلس معهم بعد ذهاب كل منهم إلى فراشه،وأحكي لهم قصة هادفة ،ثم أطفىء نور الغرفة وأترك نورا خافتا يأتي من الردهة المجاورة،ثم أقوم بتشغيل شريط لجزء "عمَّ" يتلوه شيخ ذو صوت ندي،وأترك الغرفة،فكان الأطفال يستمتعون بصوته،وينامون قبل انتهاء الوجه الأول منه...ومع الوقت لم يعودوا يخافون من النوم بمفردهم،فبمجرد تشغيل الشريط كانوا يقولون لي: "إذهبي إلى غرفتكيا أمي،فنحن لسنا بخائفين"،والأهم من ذلك أنهم أصبحوا يسألون عن الله تعالى،ويشتاقون لرؤيته، ويستفسرون عن معاني كلمات الآيات التي يستمعون إليها، بل و يحبون الحديث في الدين ويتقبلون النصح بنفوس راضية "
وختاماً:
فإن موضوع "حب الله عز وجل"لا تسعه المجلدات…وماهذه العُجالة إلا محاولة على الطريق عسى الله أن يمن علينا وإياكم بتوفيقه لنعين أطفالنا على الشعور بحبه تعالى،فيترتب على ذلك فلاحهم في الدنيا والآخرة إن شاء الله.