قد يبدو غريبًا أن تلتوي الصخور الصلبة التواء حادًّا، فنحن إذا ما حاولنا أن نلوي قطعة من الصخر الصلب بالضغط عليها من طرفيها في اتجاهين متقابلين بواسطة آلة قوية، فإن قطعة الصخر تتكسر إلى شقين أو تتحطم إلى بضعة أجزاء، فكيف يتأتى للطبقات الصخرية أن تنثني دون أن تتداعى.
هناك عاملان رئيسيان يبدو أن الفضل يرجع إليهما في عملية التواء الصخور في الطبيعة هما:
1- تلك القوى الباطنية الجبارة التي تعمل على ثني الصخور، ولكن ببطء شديد أثناء فترات طويلة جدًّا من الزمن، ولهذا فإن الصخور تستسلم لقوى الالتواء البطيئة، فتتثني دون أن تتكسر أو تتحطم.
2- طبيعة الإرساب: إذ إن معظم الطبقات الصخرية الملتوية التي نراها الآن فوق اليابس قد أرسبت في الأصل في أحواض بحرية عظيمة، وقد عمل ضغط الرواسب فوق بعضها على عرقلة تكسرها حينما أصابها تأثير قوى الالتواء، ويقال إن قوى الضغط الالتوائي تستطيع، على هذا النحو، أن تلوي أكثر الصخور قابلية للكسر لو أعطيت الوقت الكافي لكي تستجيب لها تلك الصخور فتنثني كما لو كانت لينة مرنة.
كيفية وجود الصخور الرسوبية في قشرة الأرض:
إن أهم الصفات المميزة للصخور الرسوبية هي أنها تتكون من طبقات متتابعة أرسبت في الأصل في وضع أفقي، ولكنها حين تتعرض لقوى الالتواء تميل وتنثني، ويشاهد ذلك في كثير من المناطق خصوصًا في الأقاليم التي يكثر بها وجود سلاسل الجبال، ويعتبر تعيين ميل الطبقات الصخرية ومعرفة اتجاهاتها من الأمور الأساسية في الدراسات الجيولوجية